الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

البول كالضرع إن تركته قر وإن حلبته در.

السؤال

يا شيخ، كنت أصلي بانتظام وفي وقت الصلاة، ولكن الآن صرت أؤخر الصلاة شيئا ما، بسب بقائي في الحمام فترة طويلة، أشعر كلما دخلت للحمام برغبة في التبول والتغوط وخروج الريح، يعني هذا ليس وهم وهو يخرج حقا، فعند ما أصلي أشعر أن البول لم ينزل كله وبقى منه شيء، وأشعر بمدافعة الريح وهذا يجعلني لا أركز في الصلاة، وعندما أدخل الحمام يخرج مني بول لكن بقدر لا أعتقد أنه يجعل الإنسان يريد الذهاب للحمام، لكني أحس به كأنه بكمية كبيرة، والريح الذي يخرج مني أغلبه ليس له رائحة ولاصوت، لكن أشعر بمدافعته، ستقول هذا وسواس لكن كل هذا يخرج فعلا. فماهو الحل ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالظاهرُ أنك مصابٌ بالوسوسة، فإن ما تشعرُ به من مدافعة البول أو الريح، ثم لا تجد لذلك أثرا عند دخولك لقضاء الحاجة مما يدل على أن ما تعانيه وهمٌ لا حقيقة له، وكونك تجد قطرات يسيرة من البول لا أثر له فيما ذكرنا، لأن الذكر لا بد وأن يكون مشتملا على شيء من البول، فإنه يخرجُ رشحاً.

قال شيخ الإسلام وهو يبين بدعية بعض الأفعال التي أحدثها الناس عند التبول: والبول يخرج بطبعه وإذا فرغ انقطع بطبعه وهو كما قيل : كالضرع إن تركته قر وإن حلبته در.

وكلما فتح الإنسان ذكره فقد يخرج منه ولو تركه لم يخرج منه، وقد يخيل إليه أنه خرج منه وهو وسواس، وقد يحس من يجده بردا لملاقاة رأس الذكر فيظن أنه خرج منه شيء ولم يخرج، والبول يكون واقفا محبوسا في رأس الإحليل لا يقطر، فإذا عصر الذكر أو الفرج أو الثقب بحجر أو أصبع أو غير ذلك خرجت الرطوبة، فهذا أيضا بدعة وذلك البول الواقف لا يحتاج إلى إخراج باتفاق العلماء لا بحجر ولا أصبع ولا غير ذلك، بل كلما أخرجه جاء غيره فإنه يرشح دائما. انتهى.

إذا تبين لك ما ذكرناه، فالذي ننصحك به أنك إذا دخلت الخلاء لقضاء الحاجة فامكث بقدر ما تقضي حاجتك، ولا تزد على هذا، فإن المكث فوق الحاجة في الخلاء مما يُنهى عنه.

قال ابن مفلح في الآداب: وطول المكث على قضاء الحاجة يولد الداء الدوي. انتهى.

فإذا قضيت حاجتك، وخرجت من الخلاء، فأعرض عن تلك الوساوس، ولا تلتفت إلى هذه الخيالات التي تعرض لك، والأوهام التي يظهر أنه لا حقيقة لها، فإن علاج الوساوس يكون بالإعراض عنها وعدم الالتفات إليها كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 51601.

وحذار حذار من تفويت الصلاة أو إخراجها عن وقتها، أو التهاون في شأن الجماعة، فإن الشيطان يريد أن يستدرجك بأمثال هذه الوساوس، ليحملك على التفريط في جنب الله، فعليك أن تفوت عليه هذه الفرصة.

كما أنه يمكنك الاستعانة بالذهاب إلى طبيب ثقة طلبا للتداوي، ويمكنك كذلك مراجعة قسم الاستشارات بموقعنا، فستجد هناك ما يفيدك إن شاء الله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني