الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دعاء العبادة ودعاء المسألة متلازمان

السؤال

هذا السؤال بخصوص مقاله عندكمhttp://www.islamweb.net/php/php_arabic/readArt.php?id=38162. لو بلغت ذنوبك عنان السماء، فقد أمر الله عباده بالدعاء ووعدهم عليه بالإجابة فقال سبحانه: { وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ } (غافر60)، وقال - صلى الله عليه وسلم -: (الدعاء هو العباده وقرأ هذه الآية) رواه أحمد، وهذه الآية والحديث أفهم منهم دعاء العبادة وأراه هو معنى الحديث و ليس حصره في دعاء المسأله، فدعاء الله بالطاعة أرجى من دعاء المسألة فقطيقول الله تبارك و تعالى:وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَِ. هل يمكنكم ذكر أقوال العلماء في ذلك؟ هل هم مجتمعون أنه دعاء المسألة هو المعني أم الأمر غير ذلك؟ بارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالدعاء في قوله تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ{البقرة:186}. قد فسره بعض أهل العلم بدعاء المسألة وبدعاء العبادة، قال القرطبي في تفسيره: أجيب دعوة الداع، أي أقبل عبادة من عبدني فالدعاء بمعنى العبادة والإجابة بمعنى القبول. انتهى. وقال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي في أضواء البيان: ذكر في هذه الآية أنه جل وعلا قريب يجيب دعوة الداعي وبين في آية أخرى تعليق ذلك على مشيئته جل وعلا وهي قوله: فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُون َ إليه إن شاء {الأنعام: 41}. وقال بعضهم التعليق بالمشيئة في دعاء الكفار كما هو ظاهر سياق الآية والوعد المطلق في دعاء المؤمنين وعليه فدعاؤهم لا يرد إما أن يعطوا ما سألوا أو يدخر لهم خير منه أو يدفع عنهم من السوء بقدره. وقال بعض العلماء: المراد بالدعاء العبادة وبالإجابة الثواب وعليه فلا إشكال. انتهى. ولكن ابن القيم رحمه الله تعالى ذكر أن دعاء العبادة ودعاء المسألة متلازمان فكل دعاء عبادة مستلزم لدعاء مسألة، وكل دعاء مسألة متضمن لدعاء عبادة . وراجع الفتويين التاليتين: 40746، 9202.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني