الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مسائل حول عدم إغلاق الهاتف الجوال أثناء الصلاة

السؤال

حكم الهاتف الجوال يرن فى صلاة الجماعة برنات غربية وغريبة حرام أو مكروه، أوعن قصد ما دام في كل مكان ملصقة ممنوع، والإمام ينهى، والعموم تنهى، ولكن بعض الناس لا يأخدون الأمر بجدية وعن غير قصد؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالواجب على المسلمين أن يتقوا الله في جميع أمورهم، وأن يحرصوا على تحصيل الخشوع في صلاتهم باجتناب كل ما يشغل عن ذلك. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن في الصلاة لشغلا. متفق عليه.

ومن ذلك إغلاق الجوال، أو جعله صامتا عند الدخول في الصلاة لما في تركه من التشويش على المصلين وأذيتهم. وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد ألهته الخميصة في صلاته وذهبت ببعض خشوعه صلى الله عليه وسلم. فكيف بهذه الأصوات العالية المزعجة؟! لا شك أنها أبلغ أثرا في الإزعاج وتقليل الخشوع. وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد نهانا في الحديث الذي رواه أحمد وغيره عن أن يجهر بعضنا على بعض في القرآن لما في ذلك من الأذية والتشويش، فكيف بالتشويش بأصوات الجوالات؟ فمن تعمد ترك هذه الجوالات تصدر أصواتها المزعجة مشوشة على المصلين فقد ارتكب فعلاً لا يقل عن حد الكراهة، وقد يصل ذلك إلى الحرمة. وأما من نسِي إغلاقها فلا تلحقه تبعة، وعليه أن يبادر بكتم الصوت ولو في الصلاة، فإن تلك حركة يسيرة لا أثر لها في صحة الصلاة. وأما إذا كات هذه الجوالات مشتملة على النغمات الغربية كما ذكرت والرنات الموسيقية فلا شك في التحريم والحال هذه، لأن المعازف والموسيقى محرمة لقوله صلى الله عليه وسلم: ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف. رواه البخاري.

ألا فليتقِ الله ناس يبالغون في أذية المسلمين بإسماعهم هذه المنكرات وهم بين يدي ربهم عز وجل. ونسأل الله أن يهدي عموم المسلمين إلى ما فيه رشدهم وصلاحهم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني