الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحقد: تعريفه... ومعرفة علاجه

السؤال

أشعر إني حقود وحاسد تجاه الآخرين وهذا يتعبني بشدة فأرجو أن أتخلص من ذلك فأعطني الحل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن الحسد قد سبق بيان علاجه في الجواب رقم: 5557، فليراجع.
وأما الحقد، فقد ذمه الله تعالى في كتابه، وكذا نبيه صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك قوله: "ثلاث من لم يكن فيه واحدة منهن فإن الله يغفر له ما سوى ذلك لمن يشاء: من مات لا يشرك بالله شيئاً، ولم يكن ساحراً يتبع السحرة، ولم يحقد على أخيه" .
قال في فيض القدير رواه البخاري في الأدب المفرد والطبراني عن ابن عباس بإسناد حسن.
ومما يعالج الحقد ويذهبه إن شاء الله تعالى:
1/ الإهداء والمصافحة:
قال صلى الله عليه وسلم: "تهادوا، فإن الهدية تذهب وحر الصدر" رواه أحمد والترمذي.
وقال ابن رجب: وخرجه غيره بلفظ: "تهادوا تحابوا" وفي البزار عن أنس مرفوعاً: "تهادوا، فإن الهدية تسل السخيمة" .
وعن عمر بن عبد العزيز أنه قال: تصافحوا، فإنه يذهب الشحناء .
وقال الحسن: المصافحة تزيد في المودة .
وقال الإمام الزرقاني: وحر الصدر: أي غله وغشه وحقده .
2/ صيام ثلاثة أيام من كل شهر:
قال صلى الله عليه وسلم: "صوم شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر يذهبن وحر الصدر . قال المنذري: ورجاله رجال الصحيح.
3/ ما سبق من علاج الحسد هو - أيضاً - علاج للحقد، لأن الحقد والحسد بينهما تلازم.
قال الهيثمي في الزواجر: الحسد من نتائج الحقد، والحقد من نتائج الغضب فكانا بمنزلة خصلة واحدة، فلذلك جمعتها في ترجمة واحدة، لأن ذم كل يستلزم ذم الآخر، إذ ذم الفرع وفرعه يستلزم ذم الأصل، وأصله بالعكس.
ومن الأدوية المهمة في علاج الحسد ما أرشد إليه الله سبحانه وتعالى في كتابه فقال: (وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً) [النساء:32] .
فنهى سبحانه عن تمني ما في يد الآخرين وحسدهم عليه، ودلّ العباد على البديل النافع في الدين والدنيا وهو السؤال والطلب من الله سبحانه، فإن ذلك عبادة يؤجر عليها العبد، ووسيلة لتحصيله مطلوبة إذا أراد الله ذلك.
ونسأل الله تعالى أن يصلح أحوالنا، وأن يطهر قلوبنا.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني