الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عقبات في طريق الدعوة

عقبات في طريق الدعوة

عقبات في طريق الدعوة

تقابل الدعوة والعاملون في حقلها كثيرا من العقبات والمشكلات التي تؤثر على العمل الدعوي وعلى الثمرة الناتجة عنه، وهذه العقبات والمشكلات على كثرتها وتنوعها يمكن تقسيمها إلى قسمين اثنين:

عقبات داخلية: وهي التي تنبع من واقع الدعاة ومفاهيمهم ومناهجهم وأساليبهم ووسائلهم وليس لغيرهم دخل فيها.
وعقبات خارجية: وهي المشكلات والعقبات التي تنبع من خارج الدعوة وتعوق العملية الدعوية.

وسنحاول هنا أن نعرض لبعض مشكلات الدعوة الداخلية من غير تضخيم ولا تهويل، ومن غير إهمال ولا تهوين، وإنما هي محاولة لمعرفة الداء والعمل على إيجاد الدواء المناسب. فإن كثيرا من مشاكلنا سببه غفلة المسلمين قبل أن يكون سببه قوة الكافرين: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم}، وسنحاول أيضا أن نعرض لبعض سبل العلاج بالتناصح والتعاون والتنبيه والتذكير مع التراحم والرفق.

العقبات الداخلية
هي مجموعة المشاكل والأخطاء التي تأتي من داخل الدعوة نفسها أو يقع فيها الدعاة، وهذه المعوقات تشكل عقبة في طريق الدعوة. وكما سبق القول فقد تكون هذه المشكلات في جانب المفاهيم، أو في جانب المناهج أو الوسائل والأساليب. وطرق المعالجة الخاطئة أحيانا. وسبيل النجاح في معالجة الأخطاء وحل المشكلات هو التعاون الوثيق بين العاملين في الحقل الدعوي.

ومن هذه العقبات:
- قلة عدد الدعاة: وسببه تقصير الكثير عن القيام بواجب الدعوة بسبب التصور الخاطئ لمفهوم رجال الدين، مما أضعف الدعوة وحجب كثيرا من أبنائها عنها.

- تحول مفهوم الدعوة إلى مفهوم الحزب: وتحول العمل من علم للدعوة ونشر الإسلام إلى دعوة إلى مصالح الحزب ونصرة أهدافه.

- الانصراف عن مفهوم شمولية الدعوة: وقصر مفهومها على بعض عناصرها وجوانبها، ثم الإنكار على من عمل في جانب آخر، كمن يهتم بالعلم، ومن يهتم بالتبليغ، ومن يهتم بالسياسة، وغير ذلك.

- عدم الاهتمام بعلم الدعوة كفن مستقل، والغفلة عن مدى أهميته وحاجة الدعاة له.

- الغفلة عن السنن الربانية وعدم الاستفادة من أخطاء الآخرين: وأخذ العبرة والدروس من الدعوات السابقة مما أوقعنا في نفس الأخطاء، من العجلة والتخبط، أو اليأس والقنوط، مما أضر بالدعوة أشد الضرر وأخر النصر وتحقيق الأهداف.

- قلة الوعي وعدم البصيرة والجهل بواقع الدعوة والظروف المحيطة بها، وكذلك الجهل بالأعداء ومكرهم وأساليبهم مما أوقعنا في ورطات ومواقف خاطئة.

- مخالفة العلم للعمل، وقلة القدوات بسبب تسلل الأمراض إلى صفوف الدعاة من حب الزعامة، والعجب، واتباع الهوى، وإيثار العاجلة.

- إهمال فقه الأولويات: وضعف الموازنة بين المفاسد والمصالح والواجبات والإمكانات.

- التباغض والفرقة في صفوف بعض الدعاة: وكيل الاتهامات فيما بينهم.

- سوء فهم التعددية وإدارة الخلاف: بسبب التعصب والتحزب للانتماءات لا للدين والدعوة.

- الركون إلى الأسباب والمادية: وتقديمها على الثقة بالله ونصره، مما أوقع البعض في شباك التبعية للأعداء.

- إغفال الموارد المالية: والاعتماد على التبرعات والصدقات في تسيير العمل الدعوي؛ كإغلاق القنوات الإسلامية للعجز عن الإنفاق عليها، وعدم وجود مشاريع دعوية، وتحكم المتبرعين أحيانا في طريقة العلم وأسلوبه.

معالم في طريق الحل:
- الاعتراف بالأخطاء وحصرها والعمل على إيجاد الحلول لها.

- الاهتمام بالتربية الصحيحة، والتنشئة الإيمانية السليمة مما يقلل من أمراض الدعاة الشخصية.

- تقديم مفهوم الانتماء للدين على الانتماء للجماعة أو الحزب، وهو ما يمكن تسميته بالتجرد والإخلاص الكامل لله ورسوله.

- العمل على رفع الحواجز، ونبذ التعصب، وزيادة أسباب التآلف والتقارب بين أصحاب الانتماءات المختلفة.

- العمل على إيجاد مشاريع اقتصادية استثمارية لسد حاجات الدعوة المادية وكفالة الدعاة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أصول الدعوة: عبد الكريم زيدان
المدخل إلى علم الدعوة: أبوالفتح البيانوني

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة