حدث في مثل هذا الأسبوع ( 3 ـ 9 ربيع الآخر )

22/01/2015| الشبكة الإسلامية

وفاة الدكتور المحقق محمد رشاد سالم 9 من ربيع الآخر سنة 1407هـ :
هو العالم الشيخ الدكتور محمد رشاد بن محمد رفيق سالم، ولد بالقاهرة عام 1927 م ، تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في مدارس القاهرة، ثم تخرَّج في قسم الفلسفة بكلية الآداب في جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة) سنة 1950م وحصل على الماجستير من الكلية نفسها.

أقام في سوريا لمدة عام لدراسة مخطوطات المكتبة الظاهرية بدمشق، واستطاع أن يصور عددًا كبيرًا من مخطوطات شيخ الإسلام ابن تيمية.

حصل على الدكتوراه من جامعة كمبردج في إنجلترا عام 1959 م ـ، وكان عنوان الرسالة (موافقة العقل للشرع عند ابن تيمية).

درَّس في جامعة عين شمس بالقاهرة، وفي عام 1391هـ أُعير للتدريس في جامعة الملك سعود بالرياض، وقام بتأسيس قسم الثقافة الإسلامية بها، وكان أول رئيس له.

حصل على الجنسية السعودية عام 1396هـ، وانتقل للعمل في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية؛ حيث عيِّن أستاذًا بكلية أصول الدين في قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة ، وقد أشرف على رسائل كثيرة للماجستير والدكتوراه، وألقى محاضرات عديدة.
وقد منحته الحكومة المصرية جائزة الدولة التشجيعية في الفلسفة الإسلامية من المجلس الأعلى للفنون والآداب والعلوم الاجتماعية لسنة 1391هـ/1971م، ووسام العلوم والآداب والفنون في السنة نفسها
كما حصل على (جائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية بالاشتراك ) عام 1405هـ. تقديراً لجهده العلمي في مجال “الدراسات التي تناولت العقيدة الإسلامية” والمتمثل في تحقيق كتاب “درء تعارض العقل والنقل” لشيخ الإسلام ابن تميمة المكون من أحد عشر جزءاً والذي أعانت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية – مشكورة – على تحقيقه وطبعه. فقد قام باستيفاء متطلبات هذا الكتاب وإخراجه إخراجاً علمياً، بالإضافة إلى أنّ هذا العمل يعد جزءاً من مشروعه الضخم “تحقيق تراث شيخ الإسلام ابن تميمة”

الدكتور رشاد سالم مؤلف ومُحقِّق له إسهامات بارزة في دراسات العقيدة الإسلامية، وقد تركَّزت تحقيقاته على كتب ابن تيمية واهتم اهتماماً كبيراً بنشر تراثه ودراسة آرائه وإخراج مكتبته الكبيرة. ومن أشهر ما حقَّقه منها منهاج السُّنَّة النبوية، في ثمان مجلَّدات، ودرء تعارض العقل والنقل، في أحد عشر مجلداً، والاستقامة، في مجلَّدين.
من مؤلفاته:
- المدخل إلى الثقافة الإسلامية.
- المقارنة بين الغزالي وابن تيمية.

وصدر له في مجال التحقيق:
- تحقيق كتاب (منهاج السنة النبوية) لابن تيمية.
- تحقيق كتاب (الاستقامة) لابن تيمية.
- تحقيق المجموعة الأولى من كتاب (جامع الرسائل لابن تيمية) وهي 16 رسالة.
- تحقيق الجزء الأول من كتاب (الصفدية) لابن تيمية.
- تحقيق كتاب (درء تعارض العقل والنقل) لابن تيمية الذي نشرته جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
- تحقيق رسالة (مسألة فيما إذا كان في العبد محبة) لابن تيمية، وطبعت ضمن كتاب (دراسات عربية وإسلامية).

تُوفِّي االدكتور محمد رشاد سالم، رحمه الله، في القاهرة 9 من ربيع الآخر سنة 1407هـ ، وكان وقتها يعمل في تكملة تحقيق كتاب نقض التأسيس لشيخ الإسلام ابن تيمية ولكن المنيّة عاجلته قبل إكماله

وفاة الحافظ أبي طاهر السلفي صبح يوم الجمعة 5 ربيع الآخر سنة 576 هـ :
أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم السلفي الأصبهاني ، ويلقب جده أحمد سلفة وهو لفظ أعجمي معناه :الغليظ الشفة .
ولد السلفي في مدينة أصبهان ، و تلقى علومه الأولى فيها ، واتجه إلى دراسة الحديث النبوي ، وهو في الثالثة عشرة من عمره، ولزم حلقات محدثي أصبهان المعروفين، من أمثال: "القاسم بن الفضل الثقفي"، و"عبد الرحمن بن محمد"، و"الفضل بن علي الحنفي"، ثم بدأ في الرحلة لطلب الحديث والتزام حلقات كبار الحفاظ المنتشرة في أنحاء مختلفة من العالم الإسلامي، وكانت التقاليد العلمية تقضي بذلك، فلم يكن هناك بلد يستأثر بالحفّاظ أو كبار الفقهاء دون غيره، ولكي يحصل طالب العلم شيئا له قدره، ويستكمل ما بدأ، فلابد له من الرحلة إلى مراكز العلم وحواضر الثقافة.
رحل السِّلّفي إلى بغدادثم رحل إلى الحجاز، وسمع من علمائها في مكة والمدينة، ثم عاد إلى بغداد وأقام بها مدة، ثم رحل منها سنة 500هـ إلى المشرق الإسلامي، فزار همذان، ثم اتجه بعد ذلك إلى "دينور" و"قزوين" و"نهاوند"، وواصل سيره إلى "آمد" و"خلاط" و"نصيبين"، ولا يَسمع بعالم مبرّز في هذه البقاع إلا شدّ الرحال إليه ولازمه، حتى إذا أقبل عام 509هـ ولّى شطره إلى "دمشق"، وأقام بها عامين، ظل خلالهما موضع اهتمام وتقدير من علمائها وأهلها.

استقراره بالإسكندرية

ثم غادر السلفي دمشق إلى الإسكندرية ، فوصلها في سنة 511هـ ، وكان في السادسة والثلاثين من عمره، واشتغل منذ أن حلّ بها بتدريس الحديث، واستقرت به الحال، وتزوج سيدة ثرية من فضليات نساء الإسكندرية، كانت ابنة لرجل صالح، فتحسنت أحواله المالية، وتفرغ للقراءة والبحث والتأليف والتدريس، ولم يلبث أن طارت شهرته في الآفاق، فقصده طلاب العلم من مصر وخارجها، وظلّ يُلقي دروسه أول الأمر في داره أو مساجد المدينة نحو 27 سنة، إلى أن استقر في المدرسة التي عُرفت باسمه.
في الفترة التي أقام بها السلفي في الإسكندرية سنة 544هـ كانت مصر تتبع الدول الفاطمية، وكانت تمر بمرحلة متدهورة من تاريخ حياتها، فلما ولِي الوزارة "العادل بن السلار"- وكان وزيرا سُنيّا- بنى مدرسة خاصة له في الإسكندرية لتدريس المذهب الشافعي، وجعل عليها أبا الطاهر السلفي، فغلبت نسبته عليها حتى عُرفت باسم "المدرسة السلفية".
وكانت الإسكندرية من أهم مراكز المقاومة السنية في مصر للمذهب الإسماعيلي الشيعي ـ المذهب الرسمي للدولة الفاطمية ـ ، وأدت المدرستان دوريهما، وأدتا إلى انتصار المذهب السني في مصر، بعد أن سقطت الدولة الفاطمية على يد "صلاح الدين الأيوبي".
قضى السلفي نحو 65 سنة في الإسكندرية، لم يغادرها إلا مرة واحدة إلى القاهرة؛ حيث أقام في الفسطاط، واتخذ حلقة في جامع عمرو بن العاص لتدريس الحديث، واتصل بعلماء الفسطاط، وأخذ عنهم، وأخذوا عنه، ثم عاد إلى الإسكندرية لا يفارقها، متفرغا لعلمه ودرسه، وقد أثنى عليه كبار العلماء، فقال عنه الذهبي: "لا أعلم أحدا في الدنيا حدّث نيفا وثمانين سنة سوى السلفي".
اللحظات الأخيرة
وظل السلفي يقرأ الحديث ويمليه على طلابه، لم يمنعه عن ذلك كبر سنه وضعف جسمه، فقد كانت ذاكرته متوهجة، حاضرة، لم يؤثر فيها كرّ السنين، حتى تُوفي في 5 من ربيع الآخر 576 هـ ، وقد سجل السُبكي في طبقات الشافعية اللحظات الأخيرة من عمره بقوله:"ولم يزل يُقرأ عليه إلى أن غربت الشمس من يوم وفاته، وهو يرد على القارئ اللحن الخفي، وصلى يوم الجمعة الصبح عند انفجار الفجر، وتُوفي عقيبه فجأة".

وفاة الشيخ عطية محمد سالم في 6 ربيع الأخر 1420هـ:
ولد الشيخ عطية بن محمد سالم في قرية المهدية من أعمال الشرقية في مصر سنة 1346هـ ، وتلقى في كتّابها علومه الأولية ، وحفظ بعض أجزاء القرآن الكريم ومبادئ العلوم .
وفي عام 1364هـ ارتحل إلى المدينة المنورة ، وأخذ يتلقى العلم في حلقات المسجد النبوي الشريف ، فدرس موطأ الإمام مالك ونيل الأوطار وسبل السلام وغيرها من كتب الحديث واللغة والفرائض على يد عدد من الشيوخ والعلماء منهم: عبد الرحمن الأفريقي ، وحماد الأنصاري ، ومحمد التركي ، ومحمد الحركان وغيرهم.
التحق بالمعهد العلمي في الرياض عام 1371هـ ودرس فيه المرحلة الثانوية ثم التحق بالمعهد العالي بالرياض أيضاً وحصل على شهادتين في الشريعة واللغة العربية وكان من أساتذته الشيخ عبد العزيز بن باز ، والشيخ عبد الرزاق عفيفي والشيخ عبد الرزاق حمزة وآخرون.
وكان للشيخ محمد الأمين الشنقيطي دور بارز في حياته فقد تتلمذ عليه ولازمه في حلّه وترحاله أكثر من عشرين عاماً كانت حافلة بالعطاء والعلم والمعرفة وحسن التصرف وآداب الصحبة والسلوك وغيرها.
مارس الشيخ عطية التعليم وهو على مقاعد الدراسة الجامعية ، فدّرس بالمعهد العلمي بالإحساء ، وفي كليتي الشريعة واللغة العربية بالرياض .
وفي عام 1381هـ ، وحين أسست الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة انتقل إليها وأسندت إليه إدارة التعليم فيها ، كما تولى التدريس في بعض كلياتها وفي قسم الدراسات العليا فيها، ثم في المعهد العالي للدعوة التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ـ فرع المدينة المنورة .
وفي عام 1384هـ ، انتقل إلى سلك القضاء بتكليف من سماحة مفتي المملكة ، وكان رئيساً للقضاء والمحاكم ، وعُيّن على مرتبة قاضي (أ) ثم على مرتبة قاضي تمييز إلى أن أحيل على التقاعد النظامي في 1/5/1414هـ.
و كان للشيخ حلقة في المسجد النبوي الشريف ، يدرس فيها فنوناً مختلفة من العلوم الشرعية يجتمع إليه فيها طلبة العلم من شتى بقاع العالم .

مؤلفاته :
ـ تتمة تفسير أضواء البيان للشيخ محمد الأمين الشنقيطي ، من سورة الحشر إلى آخر سورة الناس .
ـ تسهيل الوصول إلى علم الأصول بالاشتراك.
ـ الأدب في صدر الإسلام بالاشتراك.
ـ أصل الخطابة وأصولها.
ـ تعريف عام بعموميات الإسلام.
ـ عمل أهل المدينة في موطأ الإمام مالك.
ـ آيات الهداية والاستقامة في جزأين.
ـ التراويح أكثر من ألف عام في مسجد النبي عليه السلام.
ـ ترتيب التمهيد على أبواب الفقه (12) مجلداً .
وظل الشيخ يزاول عمله مدرساً في المسجد النبوي الشريف حتى تاريخ وفاته ، حيث توفي في المدينة يوم الاثنين 6 ربيع الثاني 1420هـ ودفن في البقيع رحمه الله تعالى .
 

1429هـ©Islamweb.netجميع حقوق النشر محفوظة