الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا عبد الله بن أبي داود ، ثنا ابن أبي شعيب ، قال : ثنا مسكين بن بكير ، عن الأوزاعي ، عن عطاء في قوله تعالى : ( ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله ) ، قال : ذلك في إقامة الحد عليه .

              حدثنا أحمد بن إسحاق ، ثنا عبد الله بن أبي داود ، ثنا عباس بن الوليد ، حدثني أبي ، ثنا الأوزاعي ، قال : كنت باليمامة وعليها وال يمتحن الناس برجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه منافق وما هو بمؤمن ، ويأخذ [ ص: 313 ] عليهم بالطلاق والعتق والمشي أنه ليسميه منافقا وما يسميه مؤمنا ، فجعلوا له ذلك ، قال : فخرجت في ذلك الغور فلقيت عطاء بن أبي رباح فسألته عن ذلك ، فقال : ما أرى بذلك بأسا ، يقول الله عز وجل : ( إلا أن تتقوا منهم تقاة ) .

              حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا سفيان بن عيينة ، قال : قال إسماعيل بن أمية : كان عطاء يطيل الصمت ، فإذا تكلم يخيل إلينا أنه يؤيد .

              حدثنا عبد الله بن محمد بن أحمد بن سليمان الهروي ، ثنا محمد بن حفص بن عمر المقرئ ، حدثني أبو عبد الملك الفارسي - وكان من خيار المسلمين - ثنا أبو هزان ، قال : سمعت عطاء بن أبي رباح يقول : من جلس مجلس ذكر كفر الله عنه بذلك المجلس عشرة مجالس من مجالس الباطل ، وإن كان في سبيل الله كفر الله بذلك المجلس سبعمائة مجلس من مجالس الباطل ، قال أبو هزان : قلت لعطاء : ما مجلس الذكر ؟ قال : مجلس الحلال والحرام ، وكيف تصلي ؟ وكيف تصوم ؟ وكيف تنكح ؟ و[ كيف ] تطلق وتبيع وتشتري ؟

              حدثنا أحمد بن إسحاق وعبد الله بن محمد ، قالا : ثنا الحسن بن هارون ، ثنا محمد بن بكار ، ثنا زافر بن سليمان ، عن أبي بكر الهذلي ، عن عطاء بن أبي رباح ، قال : ما قال عبد قط يا رب يا رب يا رب ثلاث مرات إلا نظر الله إليه ، قال : فذكرت ذلك للحسن ، فقال : أما تقرءون القرآن ؟ ( ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد فاستجاب لهم ربهم ) .

              [ ص: 314 ] حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا عبد الله بن محمد بن العباس ، ثنا سلمة ، ثنا إبراهيم بن الجنيد ، ثنا مسلم بن إبراهيم ، ثنا الحسن بن أبي جعفر ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، قال : النظر إلى العابد عبادة .

              حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، ثنا أبو عبد الله السلمي ، ثنا ضمرة ، عن عمر بن الورد ، قال : قال لي عطاء : إن استطعت أن تخلو بنفسك عشية عرفة فافعل .

              حدثنا أحمد بن محمد بن سنان ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا سليمان بن توبة ، ثنا هارون بن معروف ، ثنا ضمرة ، عن أبي إسماعيل الكوفي ، قال : سألت عطاء بن أبي رباح عن شيء فأجابني ، فقلت له : عمن ذا ؟ فقال : ما اجتمعت عليه الأمة أقوى عندنا من الإسناد .

              حدثنا أحمد بن محمد بن سنان ، قال : ثنا محمد بن إسحاق ، قال : ثنا يحيى بن أبي طالب ، ثنا عمرو بن عبد الغفار ، ثنا معقل بن عبيد الله الجزري ، قال : قلت لعطاء بن أبي رباح : إن هاهنا قوما يزعمون أن الإيمان لا يزيد ولا ينقص ، فقال : ( والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم ) ، فما هذا الهدى الذي زادهم الله ؟ فقلت : ويزعمون أن الصلاة والزكاة ليستا من دين الله ، فقال : وتلا : ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ) .

              حدثنا أبو بكر الطلحي ، ثنا عثمان بن عبد الله الطلحي ، ثنا سعيد بن سلام البصري ، قال : سمعت أبا حنيفة يقول : لقيت عطاء بمكة فسألته ، عن شيء ، فقال : من أين أنت ؟ قلت : من أهل الكوفة ، قال : أنت من أهل القرية الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا ، قلت : نعم ، قال : فمن أي الأصناف أنت ؟ قلت : ممن لا يسب السلف ، ويؤمن بالقدر ، ولا يكفر أحدا بذنب ، فقال لي عطاء : عرفت فالزم .

              حدثنا أبي رحمه الله ، ثنا أحمد بن محمد بن الحسن ، ثنا أحمد بن بديل ، قال : سمعت أبا عبيد يقول : دخلنا على محمد بن سوقة ، قال : ألا أحدثكم بحديث [ ص: 315 ] لعله ينفعكم ؟ فإنه نفعني ؟ قال لنا عطاء بن أبي رباح : يا ابن أخي إن من كان قبلكم كانوا يكرهون فضول الكلام ، وكانوا يعدون فضول الكلام ما عدا كتاب الله تعالى أن يقرأ ، أو أمر بمعروف أو نهي عن منكر ، أو تنطق في حاجتك في معيشتك التي لا بد لك منها ، أتنكرون ( وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين ) ، ( عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) ؟ أما يستحي أحدكم لو نشرت عليه صحيفته التي أملاها صدر نهاره ، أكثر ما فيها ليس من أمر دينه ولا دنياه ؟

              حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا إسحاق بن إبراهيم ، أخبرنا عبد الرزاق ، عن ابن جريج ، قال : سمعت عطاء يقول : إذا تناهقت الحمر من الليل ، فقولوا : بسم الله الرحمن الرحيم أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .

              حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا إسحاق بن إبراهيم ، أخبرنا عبد الرزاق ، عن يحيى بن ربيعة الصنعاني ، قال : سمعت عطاء بن أبي رباح يقول : ( وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون ) ، قال : كانوا يقرضون الدراهم .

              حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا أحمد بن علي الجارود ، ثنا محمد بن عصام بن يزيد ، ثنا أبي ، ثنا سفيان بن سعيد ، عن عبد الله بن الوليد - يعني الرصافي - قال : قلت لعطاء بن أبي رباح : صاحب قلم إن هو كتب عاش هو وعياله ، وإن ترك افتقر ؟ قال : من الرأس ؟ قلت : القسري خالد ، قال : قال العبد الصالح ( رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين ) .

              حدثنا أبي ، وأبو محمد بن حيان ، قالا : ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ، ثنا عمران بن موسى بن أيوب ، ثنا الوليد بن مسلم ، عن عبد الله بن حسان ، قال : قيل لعطاء : ما أفضل ما أعطي العباد ؟ قال : العقل عن الله عز وجل وهو المعرفة بالدين .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية