الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 327 ] 85 - سورة البروج .

                                                                                                                                                                                                                                      مكية وآياتها اثنتان وعشرون .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن الضريس والنحاس، وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال : نزلت والسماء ذات البروج بمكة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في عشاء الآخرة بـ والسماء ذات البروج والسماء والطارق

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد وعبد بن حميد عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أن يقرأ بالسموات في العشاء .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطيالسي، وابن أبي شيبة في المصنف وأحمد والدارمي وأبو داود والترمذي وحسنه النسائي، وابن حبان والطبراني والبيهقي في "سننه"، عن جابر بن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الظهر والعصر ب والسماء والطارق والسماء ذات البروج

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 328 ] وأخرج سعيد بن منصور عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ : اقرأ بهم في العشاء ب سبح اسم ربك الأعلى والليل إذا يغشى والسماء ذات البروج

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : والسماء ذات البروج الآيات .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : البروج قصور في السماء .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر عن الأعمش قال : كان أصحاب عبد الله يقولون في قوله : والسماء ذات البروج ذات القصور .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن أبي صالح في قوله : ذات البروج قال : النجوم العظام .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه، عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن والسماء ذات البروج فقال : الكواكب وسئل عن الذي جعل في السماء بروجا فقال : الكواكب، قيل : فبروج مشيدة فقال : القصور .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد عن قتادة في قوله : والسماء ذات البروج قال : بروجها نجومها واليوم الموعود قال : يوم القيامة وشاهد ومشهود قال : يومان عظيمان عظمهما الله من أيام الدنيا كنا نحدث أن الشاهد يوم القيامة والمشهود يوم عرفة .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 329 ] وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن الحسن في قوله : والسماء ذات البروج قال : حبكت بالخلق الحسن ثم حبكت بالنجوم واليوم الموعود قال : يوم القيامة وشاهد ومشهود قال : الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم القيامة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد والسماء ذات البروج قال : ذات النجوم وشاهد ومشهود قال : الشاهد ابن آدم والمشهود يوم القيامة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قول الله : واليوم الموعود وشاهد ومشهود قال : اليوم الموعود يوم القيامة والشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة وهو الحج الأكبر فيوم الجمعة جعله الله عيدا لمحمد وأمته وفضلهم بها على الخلق أجمعين وهو سيد الأيام عند الله وأحب الأعمال فيه إلى الله وفيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم يصلي يسأل الله فيها خيرا إلا أعطاه إياه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد والترمذي، وابن أبي الدنيا في الأهوال، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه والبيهقي في "سننه" عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اليوم الموعود يوم القيامة واليوم المشهود يوم عرفة والشاهد يوم الجمعة وما طلعت الشمس ولا غربت على يوم أفضل منه [ ص: 330 ] فيه ساعة لا يوافقها عبد مؤمن يدعو الله بخير إلا استجاب الله له ولا يستعيذ من شيء إلا أعاذه الله منه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي عن أبي هريرة رفعه وشاهد ومشهود قال : الشاهد يوم عرفة ويوم الجمعة والمشهود هو الموعود يوم القيامة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، عن علي، قال : اليوم الموعود يوم القيامة والشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم النحر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير والطبراني ، وابن مردويه من طريق شريح بن عبيد عن أبي مالك الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اليوم الموعود يوم القيامة والشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة ويوم الجمعة دخره الله لنا والصلاة الوسطى صلاة العصر، وأخرجه سعيد بن منصور عن شريح بن عبيد مرسلا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه، وابن عساكر عن جبير بن مطعم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى : وشاهد ومشهود قال : الشاهد يوم الجمعة والمشهود [ ص: 331 ] يوم عرفة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس وأبي هريرة موقوفا مثله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج سعيد بن منصور ، وعبد بن حميد ، وابن جرير، وابن مردويه عن سعيد بن المسيب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن سيد الأيام يوم الجمعة وهو الشاهد، والمشهود يوم عرفة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن ماجه والطبراني وابن جرير عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أكثروا علي من الصلاة يوم الجمعة فإنه يوم مشهود تشهده الملائكة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق والفريابي، وعبد بن حميد ، وابن جرير، وابن المنذر عن علي بن أبي طالب في قوله : وشاهد ومشهود قال : الشاهد يوم الجمعة والمشهود يوم عرفة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن مردويه عن الحسن بن علي أن رجلا سأله عن قوله : وشاهد ومشهود قال : هل سألت أحدا قبلي قال : نعم سألت ابن عمرو، وابن الزبير فقالا : يوم الذبح ويوم الجمعة قال : لا ولكن الشاهد [ ص: 332 ] محمد صلى الله عليه وسلم ثم قرأ وجئنا بك على هؤلاء شهيدا والمشهود يوم القيامة ثم قرأ ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد والطبراني في الأوسط، والصغير، وابن مردويه ، عن الحسين بن علي في قوله : وشاهد ومشهود قال : الشاهد جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم والمشهود يوم القيامة ثم تلا إنا أرسلناك شاهدا ، وذلك يوم مشهود وأخرج عبد بن حميد والنسائي وابن أبي الدنيا في الأهوال والبزار وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه وابن عساكر من طرق عن ابن عباس واليوم الموعود يوم القيامة وشاهد ومشهود قال : الشاهد محمد والمشهود يوم القيامة ثم تلا ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير من طريق علي عن ابن عباس قال : الشاهد الله [ ص: 333 ] والمشهود يوم القيامة .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال الشاهد الله وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال الشاهد الله والمشهود يوم القيامة وأخرج ابن المنذر من طريق أبي ظبيان عن ابن عباس قال : الشاهد الإنسان والمشهود يوم القيامة وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور، وعبد بن حميد ، وابن المنذر عن عكرمة قال : الشاهد الذي يشهد على الإنسان بعمله والمشهود يوم القيامة .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية