الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          وهل فعلها في مسجد أفضل كما جزم به المستوعب وغيره ( و هـ ش ) أم ببيت ( و م ) فيه روايتان ( م 4 ) [ ص: 548 ] ذكرهما شيخنا

                                                                                                          [ ص: 544 - 547 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 544 - 547 ] مسألة 4 ) قوله في التراويح وهل فعلها في مسجد أفضل كما جزم به في المستوعب وغيره أو ببيت ؟ ؟ فيه روايتان ، ذكرهما شيخنا انتهى الصحيح من المذهب أن فعلها في المسجد أفضل ، كما جزم به في المستوعب وغيره ، وعليه العمل في كل عصر ومصر والعمدة في ذلك فعل عمر رضي الله عنه وقد صرح الأصحاب أن فعلها جماعة أفضل ، ونص عليه في رواية يوسف بن موسى ، ولا يتمكن من فعلها جماعة ، في الغالب إلا في المساجد ، وقد كان الإمام أحمد يصلي في شهر رمضان التراويح في المسجد ويواظب عليها فيه ، ثم رأيت المجد في شرحه وابن عبد القوي في مجمع البحرين نصا أنها تفعل جماعة في المسجد ، وردا على من قال تفعل في البيت ، وهو مالك والشافعي في أظهر قوليه ، وأبو يوسف ، ولكنه موافق لفعله عليه الصلاة والسلام ولقوله في ذلك بخصوصيته { أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة } .

                                                                                                          ( تنبيه ) في إطلاق المصنف الخلاف ، هنا نظر من وجوه ، أحدها أنه قال في الخطبة فإن اختلف الترجيح أطلقت الخلاف ، ولم نعلم أحدا من الأصحاب قال باستحبابها في البيت ، بل ولا نعلم لهم قولا بذلك ، فما حصل اختلاف في الترجيح بينهم ، الثاني أن المصنف لم يعز ذكر الخلاف إلى أحد من الأصحاب إلا إلى الشيخ تقي الدين ومع هذا أطلق المصنف الخلاف ، الثالث سلمنا أن الأصحاب ذكروا الروايتين ، فإحدى الروايتين لا تقاوم الأخرى في الترجيح بالنسبة إلى عمل العلماء ، والله أعلم ، وتقدم الجواب عن ذلك في المقدمة .




                                                                                                          الخدمات العلمية