الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                صفحة جزء
                                قال البخاري - رحمه الله -:

                                386 394 - حدثنا علي بن عبد الله، قال: ثنا سفيان: ثنا الزهري، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي أيوب الأنصاري، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها، ولكن شرقوا أو غربوا .

                                قال أبو أيوب: فقدمنا الشام، فوجدنا مراحيض بنيت قبل القبلة، فننحرف، ونستغفر الله عز وجل .

                                وعن الزهري، عن عطاء: سمعت أبا أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم - مثله.

                                التالي السابق


                                قد تقدم هذا الحديث في " كتاب الوضوء " من وجه آخر عن الزهري ، ولم يذكر فيه قول أبي أيوب ، والرواية التي ذكرها آخرا مصرحة بسماع عطاء بن يزيد له من أبي أيوب . وقد سبق الكلام على الاختلاف في إسناده في " أبواب الوضوء ".

                                وإنما ذكر هاهنا قول أبي أيوب ليدل على أن أبا أيوب - وهو راوي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم - قد فهم مما رواه أن القبلة المنهي عن استقبالها هي جهة ما بين المشرق والمغرب، وأن الانحراف لا يخرج به عن استقبالها المنهي عنه، فلذلك احتاج مع ذلك إلى الاستغفار.

                                وإذا ثبت أن القبلة المنهي عن استقبالها واستدبارها عند التخلي هي ما بين المشرق والمغرب، فهي القبلة المأمور باستقبالها في الصلاة - أيضا.

                                [ ص: 298 ] و" المراحيض "، قال الخطابي : هو جمع: مرحاض، وهو المغتسل، مأخوذ من رحضت الشيء إذا غسلته.

                                قلت: لما كانت بيوت التخلي بالشام يستعمل فيها الماء عادة سميت: مغتسلا، ولم يكن ذلك معتادا في الحجاز ، فإنهم كانوا يستنجون بالأحجار، فكانت المواضع المعدة للتخلي بين البيوت تسمى عندهم: كنفا.

                                والكنيف: السترة، وكل ما يستر فهو كنيف، ويسمى الترس كنيفا لستره.



                                الخدمات العلمية