الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
8744 - من سره أن يحب الله ورسوله فليقرأ في المصحف (حل هب) عن ابن مسعود - (ض)

التالي السابق


(من سره أن يحب الله ورسوله) أي من سره أن يزداد من محبة الله ورسوله (فليقرإ) القرآن نظرا (في المصحف) وهذا بناء على ما هو المتبادر أن فاعل "يحب" العبد، وقال بعض موالي الروم: فاعل "يحب" لفظ الجلالة والرسول، أي من سره أن يحبه الله ورسوله إلخ، وذلك لأن في القراءة نظر زيادة ملاحظة للذات والصفات، فيحصل من ذلك زيادة ارتباط توجب زيادة المحبة، وكان بعض مشايخ الصوفية إذا سلك مريدا أشغله بذكر الجلالة، وكتبها له في كفه، وأمره بالنظر إليها حال الذكر، قالوا: هذا أول شيء يرفع كما قاله عبادة بن الصامت ويبقى بعده على اللسان حجة، فيتهاون الناس فيه حتى نذهب بذهاب حملته، ثم تقوم الساعة على شرار الناس وليس فيهم من يقول الله الله

(حل هب عن ابن مسعود ) ظاهر صنيع المصنف أن مخرجه البيهقي خرجه وسكت عليه والأمر بخلافه، فإنه إنما ذكره مقرونا ببيان حاله فقال عقبه: هكذا يروى هذا الإسناد مرفوعا وهو منكر، تفرد به أبو سهل الحسن بن مالك عن شعبة اهـ، وفيه الحر بن مالك العنبري، قال في الميزان: أتى بخبر باطل، ثم ساق هذا الخبر وقال: إنما اتخذت المصاحف بعد النبي صلى الله عليه وسلم، قال في اللسان: وهذا التعليل ضعيف، ففي الصحيحين نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو، وما المانع أن يكون الله أطلع نبيه صلى الله عليه وسلم على أن صحبه يتخذون المصاحف؟ لكن الحر مجهول الحال.



الخدمات العلمية