الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 577 ] القول في تأويل قوله ( وجنات من أعناب والزيتون والرمان مشتبها وغير متشابه )

قال أبو جعفر : يقول - تعالى ذكره - : وأخرجنا أيضا جنات من أعناب يعني : بساتين من أعناب .

واختلف القرأة في قراءة ذلك .

فقرأه عامة القرأة : ( وجنات ) نصبا ، غير أن " التاء " كسرت ؛ لأنها " تاء " جمع المؤنث ، وهي تخفض في موضع النصب .

وقد :

13669 - حدثني الحارث قال : حدثنا القاسم بن سلام ، عن الكسائي قال : أخبرنا حمزة ، عن الأعمش أنه قرأ : " وجنات من أعناب .

بالرفع ، فرفع " جنات " على إتباعها " القنوان " في الإعراب ، وإن لم تكن من جنسها ، كما قال الشاعر :


ورأيت زوجك في الوغى متقلدا سيفا ورمحا



قال أبو جعفر : والقراءة التي لا أستجيز أن يقرأ ذلك إلا بها النصب : ( وجنات من أعناب ) ؛ لإجماع الحجة من القرأة على تصويبها والقراءة بها ، ورفضهم ما عداها ، وبعد معنى ذلك من الصواب إذا قرئ رفعا . [ ص: 578 ]

وقوله : " والزيتون والرمان " عطف ب " الزيتون " على " الجنات " بمعنى : وأخرجنا الزيتون والرمان مشتبها وغير متشابه .

وكان قتادة يقول في معنى " مشتبها وغير متشابه " ما :

13670 - حدثنا بشر بن معاذ قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة قوله : " وجنات من أعناب والزيتون والرمان مشتبها وغير متشابه " قال : مشتبها ورقه ، مختلفا ثمره .

وجائز أن يكون مرادا به : مشتبها في الخلق ، مختلفا في الطعم .

قال أبو جعفر : ومعنى الكلام : وشجر الزيتون والرمان ، فاكتفى من ذكر " الشجر " بذكر ثمره ، كما قيل : ( واسأل القرية ) [ سورة يوسف : 82 ] ، فاكتفى بذكر " القرية " من ذكر " أهلها " لمعرفة المخاطبين بذلك بمعناه .

التالي السابق


الخدمات العلمية