الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      باب الأذان في السفر

                                                                      1203 حدثنا هارون بن معروف حدثنا ابن وهب عن عمرو بن الحارث أن أبا عشانة المعافري حدثه عن عقبة بن عامر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يعجب ربكم من راعي غنم في رأس شظية بجبل يؤذن بالصلاة ويصلي فيقول الله عز وجل انظروا إلى عبدي هذا يؤذن ويقيم الصلاة يخاف مني قد غفرت لعبدي وأدخلته الجنة

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( أبا عشانة ) : بضم العين المهملة وتشديد الشين المعجمة ( يعجب ربك ) : أي يرضى . قال النووي : التعجب على الله محال إذ لا يخفى عليه أسباب الأشياء والتعجب إنما يكون مما خفي سببه ، فالمعنى عظم ذلك عنده وكبر ، وقيل معناه الرضا والخطاب إما للراوي أو لواحد من الصحابة غيره .

                                                                      وقيل الخطاب عام ( من راعي غنم ) : اختار العزلة من الناس ( في رأس شظية بجبل ) : بفتح الشين المعجمة وكسر الظاء المعجمة وتشديد التحتانية ؛ أي قطعة من رأس الجبل ، وقيل هي الصخرة العظيمة الخارجة من الجبل كأنها أنف الجبل ( يؤذن للصلاة ويصلي ) : وفائدة تأذينه إعلام الملائكة والجن بدخول الوقت فإن لهم صلاة أيضا ، وشهادة الأشياء على توحيده ومتابعة سنته ، والتشبه بالمسلمين في جماعتهم . وقيل إذا أذن وأقام تصلي الملائكة معه ويحصل له ثواب الجماعة والله أعلم ( فيقول الله عز وجل ) : أي لملائكته وأرواح المقربين عنده ، ( انظروا إلى عبدي هذا ) : تعجيب للملائكة من ذلك الأمر بعد التعجب لمزيد التفخيم وكذا تسميته بالعبد وإضافته إلى نفسه والإشارة بهذا تعظيم على تعظيم ( يخاف مني ) : أي يفعل ذلك خوفا من عذابي لا ليراه أحد . وفي الحديث دليل على استحباب الأذان والإقامة للمنفرد ( قد غفرت لعبدي ) : فإن الحسنات يذهبن السيئات ( وأدخلته الجنة ) : فإنها دار المثوبات .

                                                                      قال المنذري : رجال إسناده ثقات .




                                                                      الخدمات العلمية