الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : ( وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار )

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 19 ] لم يبين هنا أنواع هذه الأنهار ، ولكنه بين ذلك في قوله : ( فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ) [ 47 \ 15 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : ( ولهم فيها أزواج مطهرة )

                                                                                                                                                                                                                                      لم يبين هنا صفات تلك الأزواج ، ولكنه بين صفاتهن الجميلة في آيات أخر كقوله : ( وعندهم قاصرات الطرف عين ) [ 37 \ 48 ] ، وقوله : ( كأنهن الياقوت والمرجان ) [ 55 \ 58 ] ، وقوله : ( وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون ) [ 56 \ 22 ، 23 ] ، وقوله : ( وكواعب أترابا ) [ 78 \ 33 ] إلى غير ذلك من الآيات المبينة لجميل صفاتهن ، والأزواج : جمع زوج بلا هاء في اللغة الفصحى ، والزوجة بالهاء لغة : لا لحن كما زعمه البعض .

                                                                                                                                                                                                                                      وفي حديث أنس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : " إنها زوجتي " أخرجه مسلم .

                                                                                                                                                                                                                                      ومن شواهده قول الفرزدق : [ الطويل ]

                                                                                                                                                                                                                                      وإن الذي يسعى ليفسد زوجتي كساع إلى أسد الشرى يستبيلها



                                                                                                                                                                                                                                      وقول الآخر : [ الكامل ]

                                                                                                                                                                                                                                      فبكى بناتي شجوهن وزوجتي     والظاعنون إلي ثم تصدعوا



                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية