الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
3790 - وعنه ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " والذي نفسي بيده لولا أن رجالا من المسلمين لا تطيب أنفسهم أن يتخلفوا عني ، ولا أجد ما أحملهم عليه ; ما تخلفت عن سرية تغزو في سبيل الله . والذي نفسي بيده ، لوددت أن أقتل في سبيل الله ، ثم أحيا ، ثم أقتل ، ثم أحيا ، ثم أقتل ، ثم أحيا ، ثم أقتل " . متفق عليه .

التالي السابق


3790 - ( وعنه ) : أي عن أبي هريرة رضي الله عنه ( قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : والذي نفسي بيده لولا أن رجالا ) : أي فقراء ( من المؤمنين لا تطيب ) : أي لا ترضى ( أنفسهم أن يتخلفوا عني ) ، لعدم مركوبهم ( ولا أجد ما أحملهم عليه ، ما تخلفت عن سرية ) : أي جماعة قليلة ( تغزو في سبيل الله والذي نفسي بيده لوددت ) ، بكسر الدال ; أي تمنيت ( أن أقتل ) : بالبناء للمجهول ; أي أستشهد ( في سبيل الله ، ثم أحيا ) : بصيغة المفعول من الإحياء ( ثم أقتل ، ثم أحيا ، ثم أقتل ، ثم أحيا ) ، ثلاث مرات ( ثم أقتل ) . وفي تركه ، ثم أحيا مبالغة بليغة لا تخفى . قال النووي : فيه فضيلة الغزو والشهادة وتمني الشهادة والخير ، وما لا يمكن في العادة من الخيرات ، وفيه أن الجهاد من فروض الكفاية لا من العين . قلت : وفيه بحث إذ قد يصير عينا ، وفيه ما كان عليه - صلى الله عليه وسلم - من الشفقة على المسلمين والرأفة ، وأنه كان يترك بعض ما يختاره للرفق بالمسلمين يعني الذين لا مركوب لهم ، فإنه إذا تعارضت المصالح يؤثر أهمها اه . فإن قلت : كيف صدر منه هذا التمني مع علمه بأنه لا يقتل ؟ أجيب : بأن التمني لا يستلزم الوقوع . ( متفق عليه ) .

[ ص: 2457 ]



الخدمات العلمية