الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                                        نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

                                                                                                        الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                        [ ص: 403 - 407 ] باب شروط الصلاة التي تتقدمها .

                                                                                                        ( يجب على المصلي أن يقدم الطهارة من الأحداث والأنجاس على ما قدمناه ) قال الله تعالى : { وثيابك فطهر }وقال الله تعالى : { وإن كنتم جنبا فاطهروا } ( ويستر عورته ) لقوله تعالى: { خذوا زينتكم عند كل مسجد }أي ما يواري عورتكم عند كل صلاة . وقال عليه الصلاة والسلام : { لا صلاة لحائض إلا بخمار }أي لبالغة .

                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                        باب شروط الصلاة .

                                                                                                        { الحديث الأول } : قال عليه السلام : { لا صلاة لحائض إلا بخمار } ، قلت : أخرجه أبو داود . والترمذي في " الصلاة " . وابن ماجه في " الحيض " عن حماد بن سلمة عن قتادة عن محمد بن سيرين عن صفية بنت الحارث عن عائشة ، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { لا يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار }انتهى .

                                                                                                        قال الترمذي : حديث حسن ، ورواه ابن خزيمة ، وعنه ابن حبان في " صحيحيهما " ، ولفظهما : { لا يقبل الله صلاة امرأة قد حاضت إلا بخمار }انتهى .

                                                                                                        ذكره ابن حبان في أول القسم الثاني ، ورواه الحاكم في " المستدرك " في أثناء الصلاة ، وقال : حديث صحيح على شرط مسلم ، [ ص: 408 ] ولم يخرجاه ، وأظنه لخلاف فيه على قتادة ، ثم أخرجه عن سعيد عن قتادة عن الحسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { لا صلاة لحائض إلا بخمار }انتهى .

                                                                                                        وإليه أشار أبو داود في " سننه " ، فقال : وقد رواه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم ورواه أحمد . وإسحاق بن راهويه . وأبو داود الطيالسي في " مسانيدهم " ، قال الدارقطني في " كتاب العلل " : حديث : { لا يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار }يرويه قتادة عن محمد بن سيرين عن صفية بنت الحارث عن عائشة ، واختلف فيه على قتادة ، فرواه حماد بن سلمة عن قتادة هكذا ، مسندا مرفوعا عن النبي صلى الله عليه وسلم وخالفه شعبة . وسعيد بن بسر ، فروياه عن قتادة موقوفا ، ورواه أيوب السختياني . وهشام بن حسان عن ابن سيرين مرسلا عن عائشة ، أنها نزلت على صفية بنت الحارث حدثتهما بذلك ، ورفعا الحديث ، وقول أيوب . وهشام أشبه بالصواب انتهى كلامه .

                                                                                                        وروى الطبراني في " معجمه الوسط ، والصغير " حدثنا محمد بن أبي حرملة القلزمي بمدينة قلزم ثنا إسحاق بن إسماعيل بن عبد الأعلى الأيلي ثنا عمرو بن هاشم السروتي ثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { لا يقبل الله من امرأة صلاة حتى تواري زينتها ، ولا من جارية بلغت المحيض حتى تختمر } ، انتهى .

                                                                                                        وقال : لم يروه عن الأوزاعي إلا عمرو بن هاشم ، تفرد به إسماعيل بن إسحاق انتهى




                                                                                                        الخدمات العلمية