الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              [ ص: 444 ] سورة التوبة .

                                                                                                                                                                                                              فيها إحدى وخمسون آية [ تسميتها ] : قال علماؤنا : هذه السورة من آخر ما نزل بالمدينة ، ولذلك قل فيها المنسوخ ، ولها ستة أسماء : التوبة ، والمبعثرة ، والمقشقشة ، والفاضحة وسورة البحوث ، وسورة العذاب .

                                                                                                                                                                                                              فأما تسميتها بسورة التوبة فلأن الله ذكر فيها توبة الثلاثة الذين خلفوا بتبوك .

                                                                                                                                                                                                              فأما تسميتها بالفاضحة فلأنه نزل فيها : ومنهم ، ومنهم .

                                                                                                                                                                                                              قالت الصحابة : حتى ظننا أنها لا تبقي أحدا .

                                                                                                                                                                                                              وأما تسميتها المبعثرة فمن هذا المعنى ، يقال : بعثرت المتاع : إذا جعلت أعلاه أسفله ، وقلبت جميعه وقلبته ، ومنه : { وإذا القبور بعثرت } .

                                                                                                                                                                                                              وأما تسميتها المقشقشة فمن الجمع ، فإنها جمعت أوصاف المنافقين ، وكشفت أسرار الدين .

                                                                                                                                                                                                              وأما تسميتها سورة البحوث فمن بحث : إذا اختبر واستقصى ، وذلك لما تضمنت أيضا من ذكر المنافقين والبحث عن أسرارهم .

                                                                                                                                                                                                              وأما تسميتها سورة العذاب فقد روي عن ثابت بن الحارث الأنصاري أنه قال : ما كانوا يدعون سورة التوبة إلا المبعثرة ، فإنها تبعثر أخبار المنافقين .

                                                                                                                                                                                                              وروي عن ابن عمر أنه قال : ما كنا ندعوها إلا المقشقشة .

                                                                                                                                                                                                              وروي عن قتادة أنه قال : مثل براءة كمثل المرود ما يدرى أسفله من أعلاه .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية