الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
فصل في الحث على جلب المصالح ودرء المفاسد

لما علم الرب سبحانه أنه قد جبل عباده على الميل إلى الأفراح واللذات ، والنفور من الغموم والمؤلمات وأنه قد حفت الجنة بالمكاره والنار بالشهوات ، وعد من عصى هواه وأطاع مولاه بما أعده في الجنان من المثوبة والرضوان ، ترغيبا في الطاعات ليتحملوا مكارهها ومشاقها ، ويتوعد من عصى مولاه وأطاع هواه بما أعده في النيران من العقوبة والهوان ، زجرا عن المخالفات ليجتنبوا ملاذها ورفاهيتها ، ومدح الطائعين ترغيبا في الدخول في حمده ومدحته ، وذم العاصين تنفيرا من الدخول في لومه ومذمته .

وكذلك وضع الحدود والعقوبات العاجلة زجرا عن السيئات . فالواجب على العباد اتباع الرشاد ، وتنكب أسباب الفساد ، وقضاء الله وقدره من وراء ذلك ، فلا راد لحكمه ولا معقب لقضائه ، ولا خروج لعبد عما حكم له أو عليه من سعادة أو شقاوة .

التالي السابق


الخدمات العلمية