الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                          صفحة جزء
                          [ ص: 88 ] ( سورة البقرة 2 )

                          جميعها مدنية بالإجماع
                          ، ومنها آية نزلت على ما قيل في حجة الوداع ، وروي أنها آخر آي القرآن نزولا وهي ( واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ) ( 281 ) إلخ ومعظمها نزل في أول الهجرة ، وهي أطول جميع سور القرآن ، فآياتها مائتان وثمانون وسبع آيات ، أو ست ، وعليه عد المصاحف المشهورة الآن ، ولا حاجة إلى بيان التناسب بينها وبين الفاتحة ، وإن كان التناسب ظاهرا ، فإنها لم توضع بعدها لأجله ، وإنما وضعت في أول القرآن بعد فاتحته ( التي كانت فاتحته بما لها من الخصائص التي بيناها في تفسيرها ) لأنها أطول سورة وتليها بقية السبع الطوال بتقديم المدني منها على المكي ، لا الطولى فالطولى ، فإن الأنعام أطول من المائدة وهي بعدها ، والأعراف أطول من الأنعام وقد أخرت عنها ، وقدمت الأنفال على التوبة وهي أقصر منها ، وكلتاهما مدنيتان ، وإنما روعي الطول فيترتيب سور القرآن في الجملة لا في كل الأفراد ، وروعي التناسب أي ترتيب ذلك ، ويراه القارئ في محله من كل منها ، ثم مزج المدني بالمكي في سائر السور ؛ لأن اختلاف أسلوبهما ومسائلهما أدنى إلى تنشيط القارئ ، وأنأى به عن الملل من التلاوة ، وهذا من خصائص القرآن .

                          وقد رأينا أن نستدرك قبل الشروع في تفسيرها ما فاتنا من آخره من تلخيص ما اشتملت عليه من الدعوة إلى الإسلام ، وما فيها من العقائد والأحكام ، وقواعد الدين وأصول التشريع ، فنقول :

                          التالي السابق


                          الخدمات العلمية