الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وممن توفي فيها من الأعيان : السلطان بو سعيد بن خربندا ، وكان آخر من اجتمع شمل التتار عليه ، ثم تفرقوا من بعده .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الشيخ المعمر الرحلة ، البندنيجي شمس الدين علي بن محمد بن ممدود بن عيسى البندنيجي الصوفي ، قدم علينا من بغداد شيخا كبيرا راويا لأشياء كثيرة ، منها; " صحيح مسلم " ، و " الترمذي " ، وغير ذلك ، وعنده فوائد ، ولد [ ص: 387 ] سنة أربع وأربعين وستمائة ، وكان والده محدثا ، فأسمعه أشياء كثيرة على مشايخ عدة ، وكان موته بدمشق في سابع المحرم .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قاضي قضاة بغداد قطب الدين أبو الفضائل محمد بن عمر بن الفضل التبريزي الشافعي ، المعروف بالأخوين ، سمع شيئا من الحديث ، واشتغل بالفقه ، والأصول ، والمنطق ، والعربية ، والمعاني ، والبيان ، وكان بارعا في فنون كثيرة ، ودرس بالمستنصرية بعد العاقولي ، وفي مدارس كبار ، وكان حسن الخلق ، كثير الحنو على الفقراء والضعفاء ، متواضعا ، يكتب حسنا أيضا ، توفي في أواخر المحرم ، ودفن بتربة له عند داره ببغداد ، رحمه الله .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الأمير صارم الدين إبراهيم بن محمد بن أبي القاسم بن أبي الزهر ، المعروف بالغزال ، كانت له مطالعة ، وعنده شيء من التاريخ ، ويحاضر جيدا ، ولما توفي يوم الجمعة وقت الصلاة السادس والعشرين من المحرم دفن بتربة له عند حمام العديم .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الأمير علاء الدين مغلطاي الخازن ، نائب القلعة ، وصاحب التربة تجاه الجامع المظفري من الغرب ، كان رجلا جيدا ، له أوقاف وبر وصدقات ، توفي [ ص: 388 ] يوم الجمعة بكرة عاشر صفر ، ودفن بتربته المذكورة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      القاضي كمال الدين أحمد بن محمد بن محمد بن القاضي شمس الدين أبي نصر محمد بن هبة الله بن الشيرازي الدمشقي ، ولد سنة سبعين ، وسمع الحديث ، وتفقه على الشيخ تاج الدين الفزاري ، والشيخ زين الدين الفارقي ، وحفظ " مختصر المزني " ، ودرس في وقت بالبادرائية ، وفي وقت آخر بالشامية البرانية ، ثم ولي تدريس الناصرية الجوانية مدة سنين إلى حين وفاته ، وكان صدرا كبيرا ، ذكر لقضاء قضاة دمشق غير مرة ، وكان حسن المباشرة والشكل ، توفي في ثالث صفر ، ودفن بتربتهم بسفح قاسيون ، رحمه الله .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الأمير ناصر الدين محمد ابن الملك المسعود جلال الدين عبد الله ابن الملك الصالح إسماعيل بن العادل ، كان شيخا مسنا قد اعتنى ب " صحيح البخاري " يختصره ، وله فهم جيد ، ولديه فضيلة ، وكان يسكن المزة ، وبها توفي ليلة السبت خامس عشرين صفر ، وله أربع وسبعون سنة ، ودفن بتربتهم بالمزة ، رحمه الله .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      علاء الدين علي بن شرف الدين محمد بن محمد بن القلانسي ، قاضي العسكر ، ووكيل بيت المال ، وموقع الدست ، ومدرس الأمينية والظاهرية ، وله غير ذلك من المناصب ، ثم سلبها كلها سوى التدريس ، [ ص: 389 ] وبقي معزولا إلى أن توفي بكرة السبت خامس عشرين صفر ، ودفن بتربتهم .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      عز الدين أحمد ابن الشيخ زين الدين محمد بن أحمد بن محمود العقيلي ، ويعرف بابن القلانسي ، محتسب دمشق ، وناظر الخزانة ، كان محمود المباشرة ، ثم عزل عن الحسبة ، واستمر بالخزانة إلى أن توفي يوم الاثنين تاسع عشر جمادى الأولى ، ودفن بقاسيون .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الشيخ علي بن أبي المجد بن شرف بن أحمد بن أحمد الحمصي ثم الدمشقي ، مؤذن الربوة خمسا وأربعين سنة ، وله ديوان شعر وتعاليق ، وأشياء كثيرة مما ينكر أمرها ، وكان محلولا في دينه ، توفي في جمادى الأولى أيضا .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الأمير شهاب الدين بن برق ، متولي دمشق ، شهد جنازته خلق كثير ، توفي في ثاني شعبان ، ودفن بالصالحية ، وأثنى عليه الناس .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الأمير فخر الدين بن الشمس لؤلؤ ، متولي البر ، كان مشكورا أيضا ، توفي رابع رمضان ، وكان شيخا كبيرا ، توفي ببستانه ببيت لهيا ، ودفن [ ص: 390 ] بتربته هناك ، وترك ذرية كثيرة ، رحمه الله .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      عماد الدين إسماعيل بن شرف الدين محمد ابن الوزير فتح الدين عبد الله بن محمد بن أحمد بن خالد بن نصر بن صغير بن القيسراني ، أحد كتاب الدست ، وكان من خيار الناس ، محبا للفقراء والصالحين ، وفيه مروءة كثيرة ، وكتب بمصر ، ثم صار إلى حلب كاتب سرها ، ثم انتقل إلى دمشق ، فأقام بها إلى أن توفي ليلة الأحد ثالث عشر ذي القعدة ، وصلي عليه من الغد بجامع دمشق ، ودفن بالصوفية عن خمس وستين سنة ، وقد سمع شيئا من الحديث على الأبرقوهي وغيره .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفي ذي القعدة توفي شهاب الدين ابن القديسة المحدث ، بطريق الحجاز الشريف .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفي ذي الحجة توفي الشمس محمد المؤذن ، المعروف بالنجار ، ويعرف بالبتي ، وكان يتكلم وينشد في المحافل ، والله سبحانه أعلم .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية