الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار وبئس الورد المورود ( 98 ) )

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : ( يقدم ) ، فرعون ( قومه يوم القيامة ) ، يقودهم ، فيمضي بهم إلى النار ، حتى يوردهموها ، ويصليهم سعيرها ، ( وبئس الورد ) ، يقول : وبئس الورد الذي يردونه .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك .

18531 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال ، حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة : ( يقدم قومه يوم القيامة ) ، قال : فرعون يقدم قومه يوم القيامة ، يمضي بين أيديهم حتى يهجم بهم على النار . [ ص: 467 ]

18532 - حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد ، عن قتادة : ( يقدم قومه يوم القيامة ) يقول : يقود قومه "فأوردهم النار" .

18533 - حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج ، عن ابن جريج قال ، قال ابن عباس قوله : ( يقدم قومه يوم القيامة ) ، يقول : أضلهم فأوردهم النار .

18534 - حدثنا الحسن بن يحيى قال ، أخبرنا عبد الرزاق ، قال ، أخبرنا ابن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عمن سمع ابن عباس يقول في قوله : ( فأوردهم النار ) ، قال : "الورد" ، الدخول .

18535 - حدثت عن الحسين قال ، سمعت أبا معاذ يقول ، حدثنا عبيد بن سليمان قال ، سمعت الضحاك يقول في قوله : ( فأوردهم النار ) ، كان ابن عباس يقول : "الورد " في القرآن أربعة أوراد : في هود قوله : ( وبئس الورد المورود ) وفي مريم : ( وإن منكم إلا واردها ) [ سورة مريم : 71 ] ، وورد في "الأنبياء" : ( حصب جهنم أنتم لها واردون ) ، [ سورة الأنبياء : 98 ] ، وورد في "مريم" أيضا : ( ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا ) [ سورة مريم : 72 ] كان ابن عباس يقول : كل هذا الدخول ، والله ليردن جهنم كل بر وفاجر : ( ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا ) ، [ سورة مريم : 86 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية