الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          [ ص: 498 - 499 ] ( كتاب الفرائض ) جمع فريضة بمعنى مفروضة . ولحقتها الهاء للنقل من المصدر إلى الاسم كالحفيرة ، من الفرض بمعنى التوقيت . ومنه { فمن فرض فيهن الحج } أو الإنزال ومنه { إن الذي فرض عليك القرآن } أو الإحلال قال تعالى { ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له } أي أحل له . وقوله تعالى { سورة أنزلناها وفرضناها } جعلنا فيها فرائض الأحكام وبالتشديد أي جعلنا فيها فريضة بعد فريضة أو فصلناها وبيناها وبمعنى التقدير ومنه { فنصف ما فرضتم } وغير ذلك وشرعا ( العلم بقسمة المواريث ) أي فقه المواريث ومعرفة الحساب الموصل إلى قسمتها بين مستحقها . ويسمى القائم بهذا العلم العارف به فارضا وفريضا وفرضيا بفتح الراء وسكونها ، وفراضا وفرائضيا ( والفريضة ) شرعا ( نصيب مقدر شرعا لمستحقه ) والمواريث جمع ميراث . وهو مصدر بمعنى الإرث ، والوراثة أي البقاء وانتقال الشيء من قوم إلى آخرين . وشرعا بمعنى التركة أي الحق المخلف عن الميت ، ويقال له التراث . وتاؤه منقلبة عن واو . وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على تعلم هذا العلم وتعليمه في أحاديث . منها حديث ابن مسعود مرفوعا { تعلموا الفرائض وعلموها الناس ، فإني امرؤ مقبوض . وإن العلم سيقبض ، وتظهر الفتن حتى يختلف اثنان في الفريضة ، فلا يجدان من يفصل بينهما } رواه أحمد والترمذي والحاكم ولفظه له . وعن أبي هريرة مرفوعا { تعلموا الفرائض وعلموها فإنها نصف العلم وهو ينسى . وهو أول علم ينزع من أمتي } رواه ابن ماجه والدارقطني من رواية حفص بن عمر . وقد ضعفه جماعة

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية