الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ القول في تأويل قوله تعالى : ( يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييئس من روح الله إلا القوم الكافرون ( 87 ) )

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : حين طمع يعقوب في يوسف ، قال لبنيه : ( يا بني اذهبوا ) إلى الموضع الذي جئتم منه وخلفتم أخويكم به ( فتحسسوا من يوسف ) ، يقول : التمسوا يوسف وتعرفوا من خبره .

وأصل " التحسس " ، " التفعل " من " الحس " .

( وأخيه ) يعني بنيامين ( ولا تيأسوا من روح الله ) ، يقول : ولا تقنطوا من أن يروح الله عنا ما نحن فيه من الحزن على يوسف وأخيه بفرج من عنده ، فيرينيهما ( إنه لا ييأس من روح الله ) يقول : لا يقنط من فرجه ورحمته ويقطع رجاءه منه ( إلا القوم الكافرون ) ، يعني : القوم الذين يجحدون قدرته على ما شاء تكوينه .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك : [ ص: 233 ]

19734 - حدثنا ابن وكيع قال : حدثنا عمرو ، عن أسباط ، عن السدي : ( يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ) ، بمصر ( ولا تيأسوا من روح الله ) ، قال : من فرج الله أن يرد يوسف .

19735 - حدثنا بشر قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، في قوله : ( ولا تيأسوا من روح الله ) ، أي من رحمة الله .

19736 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال : حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة نحوه .

19737 - حدثنا ابن حميد قال : حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق قال : ثم إن يعقوب قال لبنيه ، وهو على حسن ظنه بربه مع الذي هو فيه من الحزن : ( يا بني اذهبوا ) إلى البلاد التي منها جئتم ( فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله ) : أي من فرجه ( إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون )

19738 - حدثت عن الحسين بن الفرج قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد بن سليمان قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : ( ولا تيأسوا من روح الله ) ، يقول : من رحمة الله .

19739 - حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله : ( ولا تيأسوا من روح الله ) ، قال : من فرج الله ، يفرج عنكم الغم الذي أنتم فيه

التالي السابق


الخدمات العلمية