الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 15 ] ( 523 )

ثم دخلت سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة

ذكر قدوم السلطان محمود إلى بغداذ

في هذه السنة قدم السلطان محمود بغداذ بعد عوده من عند عمه السلطان سنجر ، ليصلح حاله مع الخليفة المسترشد بالله ، فتأخر دبيس عن السلطان ، ثم دخل بغداذ ، ونزل بدار السلطان ، واسترضى عنه الخليفة ، فامتنع الخليفة من الإجابة إلى أن يولى دبيس شيئا من البلاد ، وبذل له مائة ألف دينار لذلك .

وعلم أتابك زنكي أن السلطان يريد أن يولي دبيسا الموصل ، فبذل مائة ألف دينار ، وحضر بنفسه إلى خدمة السلطان ، فلم يشعر به إلا وهو عند الستر ، وحمل معه الهدايا الجليلة ، فأقام عند السلطان ثلاثة أيام ، وخلع عليه ، وأعاده إلى الموصل .

وخرج السلطان يتصيد ، فعمل له شيخ المزرفة دعوة عظيمة امتار منها جميع عسكر السلطان ، وأدخله إلى حمام في داره ، وجعل فيه عوض الماء ماء الورد ، فأقام السلطان إلى ربع جمادى الآخرة ، وسار عنها إلى همذان ، وجعل بهروز على شحنكية بغداذ ، وسلمت إليه الحلة أيضا .

التالي السابق


الخدمات العلمية