الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          [ ص: 576 - 577 ] كتاب العتق لغة : الخلوص ، ومنه عتاق الخيل والطير أي : خالصها ، وسمي البيت الحرام عتيقا لخلوصه من أيدي الجبابرة ( وهو ) شرعا ( تحرير الرقبة ) أي : الذات ( وتخليصها من الرق ) عطف تفسير خصت به الرقبة مع وقوعه على جميع البدن ; لأن ملك السيد له كالغل في رقبته المانع له من التصرف . فإذا عتق فكأن رقبته أطلقت من ذلك . يقال : عتق العبد وأعتقته أنا ، فهو عتيق ومعتق وهم عتقاء ، وأمة عتيق وعتيقة . والإجماع على صحته وحصول القربة به . لقوله تعالى : { فتحرير رقبة } وقوله : { فك رقبة } وحديث أبي هريرة مرفوعا { من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكل إرب منها إربا منه من النار ، حتى إنه ليعتق اليد باليد والرجل بالرجل والفرج بالفرج } متفق عليه ( و ) هو ( من أعظم القرب ) ; لأنه تعالى جعله كفارة للقتل وغيره ، وجعله صلى الله عليه وسلم فكاكا لمعتقه من النار ولما فيه من تخليص الآدمي المعصوم من ضرر الرق وملك نفسه ومنافعه وتكميل أحكامه وتمكينه من التصرف في نفسه ومنافعه على حسب اختياره ( وأفضلها ) أي : الرقاب للعتق ( أنفسها عند أهلها ) أي : أعزها في نفوس أهلها ( وأغلاها ثمنا ) نصا وظاهرة ولو كافرة وفاقا لمالك وخالفه أصحابه ولعله مراد أحمد لكن يثاب على عتقه قاله في الفروع ( و ) عتق ( ذكر ) أفضل من عتق أنثى سواء كان معتقه ذكرا أو أنثى وهما سواء في الفكاك من النار ( وتعدد ) ولو من إناث ( أفضل ) من واحد ولو ذكرا

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية