الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
[ ص: 3 ] بسم الله الرحمن الرحيم

فصل فيما يفوت من المصالح أو يتحقق من المفاسد مع النسيان .

النسيان غالب على الإنسان ، ولا إثم على النسيان ، فمن نسي مأمورا به لم يسقط بنسيانه مع إمكان التدارك ; لأن غرض الشرع تحصيل مصلحته ، فمن نسي صلاة أو صوما أو حجا أو عمرة أو قصاصا أو شيئا من حقوق الله - تعالى - أو حقوق عباده ، فإن كان مما لا يقبل التدارك كالجهاد والجمعات ، وصلاة الكسوف والرواتب - على قول - وصلاة الجنازة في بعض ، وإسكان من يجب إسكانه من الزوجات والآباء والأمهات والرقيق ; سقط وجوبه بفواته ، وإن كان مما يقبل التدارك من حقوق الله ، أو حقوق عباده ، كالصلاة والزكاة والصيام والنذور والديون والكفارات ونفقات الزوجات ، وجب تداركه على الفور إن كان واجبا على الفور ، وإن كان على التراخي فهو باق على تراخيه ، والأولى تعجيله ; لأنه مسارعة في الخيرات .

التالي السابق


الخدمات العلمية