الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                باب لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد

                                                                                                                1397 حدثني عمرو الناقد وزهير بن حرب جميعا عن ابن عيينة قال عمرو حدثنا سفيان عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد مسجدي هذا ومسجد الحرام ومسجد الأقصى وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الأعلى عن معمر عن الزهري بهذا الإسناد غير أنه قال تشد الرحال إلى ثلاثة مساجد

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد مسجدي هذا ، ومسجد الحرام ، ومسجد الأقصى ) وفي رواية : ( ومسجد إيلياء ) هكذا وقع في صحيح مسلم هنا ، ومسجد الحرام ومسجد الأقصى ، وهو من إضافة الموصوف إلى صفته ، وقد أجازه النحويون الكوفيون ، وتأوله البصريون على أن فيه محذوفا تقديره : مسجد المكان الحرام ، والمكان الأقصى ، ومنه قوله تعالى : وما كنت بجانب الغربي أي المكان الغربي ونظائره ، وأما ( إيلياء ) فهو بيت المقدس ، وفيه ثلاث لغات أفصحهن وأشهرهن هذه الواقعة هنا ( إيلياء ) بكسر الهمزة واللام وبالمد ، والثانية كذلك إلا أنه مقصور ، والثالثة : ( إلياء ) بحذف الياء وبالمد ، وسمي الأقصى لبعده من المسجد الحرام .

                                                                                                                وفي هذا الحديث : فضيلة هذه المساجد الثلاثة ، وفضيلة شد الرحال إليهالأن ؛ لأن معناه عند جمهور العلماء : لا فضيلة في شد الرحال إلى مسجد غيرها . وقال الشيخ أبو [ ص: 518 ] محمد الجويني من أصحابنا : يحرم شد الرحال إلى غيرها وهو غلط ، وقد سبق بيان هذا الحديث وشرحه قبل هذا بقليل في باب سفر المرأة مع محرم إلى الحج وغيره .




                                                                                                                الخدمات العلمية