الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                باب رحمة النبي صلى الله عليه وسلم للنساء وأمر السواق مطاياهن بالرفق بهن

                                                                                                                2323 حدثنا أبو الربيع العتكي وحامد بن عمر وقتيبة بن سعيد وأبو كامل جميعا عن حماد بن زيد قال أبو الربيع حدثنا حماد حدثنا أيوب عن أبي قلابة عن أنس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره وغلام أسود يقال له أنجشة يحدو فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أنجشة رويدك سوقا بالقوارير وحدثنا أبو الربيع العتكي وحامد بن عمر وأبو كامل قالوا حدثنا حماد عن ثابت عن أنس بنحوه

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله صلى الله عليه وسلم : ( يا أنجشة رويدك سوقا بالقوارير ) وفي رواية : ( ويحك يا أنجشة ، رويدا سوقك [ ص: 474 ] بالقوارير ) وفي رواية : ( يا أنجشة ، لا تكسر القوارير ) يعني ضعفة النساء . أما ( أنجشة ) فبهمزة مفتوحة وإسكان النون وبالجيم وبشين معجمة .

                                                                                                                وأما ( رويدك ) فمنصوب على الصفة بمصدر محذوف ، أي سق سوقا رويدا ، ومعناه الأمر بالرفق بهن . وسوقك منصوب بإسقاط الجار أي ارفق في سوقك بالقوارير .

                                                                                                                قال العلماء : سمي النساء قوارير لضعف عزائمهن تشبيها بقارورة الزجاج لضعفها ، وإسراع الانكسار إليها .

                                                                                                                واختلف العلماء في المراد بتسميتهن قوارير على قولين ذكرهما القاضي وغيره ، أصحهما عند القاضي وآخرين ، وهو الذي جزم به الهروي ، وصاحب التحرير ، وآخرون ، أن معناه أن أنجشة كان حسن الصوت ، وكان يحدو بهن ، وينشد شيئا من القريض والرجز ، وما فيه تشبيب ، فلم يأمن أن يفتنهن ، ويقع في قلوبهن حداؤه ، فأمره بالكف عن ذلك . ومن أمثالهم المشهورة ( الغنا رقية الزنا ) .

                                                                                                                قال القاضي : هذا أشبه بمقصوده صلى الله عليه وسلم ، وبمقتضى اللفظ . قال : وهو الذي يدل عليه كلام أبي قلابة المذكور في هذا الحديث في مسلم . والقول الثاني أن المراد به الرفق في السير ، لأن الإبل إذا سمعت الحداء أسرعت في المشي واستلذته ، فأزعجت الراكب ، وأتعبته ، فنهاه عن ذلك لأن النساء يضعفن عند شدة الحركة ، ويخاف ضررهن وسقوطهن .




                                                                                                                الخدمات العلمية