الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
[ ص: 156 ] ( باب ما جاء في خف رسول الله صلى الله عليه وسلم )

( حدثنا هناد بن السري ، حدثنا وكيع عم دلهم ) : بفتح مهملة وسكون لام وفتح هاء . ( بن صالح ) : أي العبدي الكوفي ، أخرج حديثه أبو داود وابن ماجه والبخاري في جزء القراءة . ( عن حجير ) : بضم حاء مهملة وفتح جيم وسكون ياء في آخره راء ، أخرج حديثه أبو داود والترمذي وابن ماجه . ( بن عبد الله عن أبي بريدة ) : بالتصغير ، وفي نسخة صحيحة ابن بريدة ، قال ميرك : وهو الصواب والأول غلط فاحش عن نسخ الكتاب واسمه عبد الله . قلت : قد يوجه بأنه كنيته . ( عن أبيه ) : وهو بريدة بن الحصيب الأسلمي . ( أن النجاشي ) : بفتح النون وتكسر وتخفيف الجيم وكسر الشين المعجمة وتخفيف الياء وتشدد ، وأما تشديد الجيم فخطأ . وهو لقب ملوك الحبشة كالتبع لليمن ، وكسرى للفرس ، وقيصر للروم والشام ، وهرقل للشأم فحسب ، وفرعون لمصر . وهذه ألقاب جاهلية ، واسم هذا النجاشي أصحمة ، بالصاد والحاء المهملة ، والسين تصحيف ابن حجر ، مات سنة تسع من الهجرة عند الأكثر على ما صرح به العسقلاني ، وقد أرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن أمية الضمري ، وكتب إليه يدعوه إلى الإسلام ، فأسلم فأخبرهم صلى الله عليه وسلم بموته ، وصلى معهم عليه وكبر أربعا ، قال ميرك : أفاد ابن التين أن النجاشي بسكون الياء يعني أنها أصلية لا ياء النسبة . وحكى غيره تشديد الياء أيضا ، وحكى ابن دحية كسر نونه أيضا كذا حققه العسقلاني ، فقول ابن حجر كسر النون أفصح غير صحيح . ( أهدى ) : أي أرسل بطريق الهدية . ( للنبي ) : وفي نسخة صحيحة " إلى النبي " . ( صلى الله عليه وسلم ) : واستعمال أهدى بإلى واللام شائع سائغ ، ففي الصحاح : الهدية واحدة الهدايا ، يقال أهديت له وإليه بمعنى . ( خفين أسودين ساذجين ) : بفتح الذال المعجمة ، معرب سادة ، بالمهملة على ما في القاموس ، أي غير منقوشين إما بالخياطة أو بغيرها ، أو شية فيهما تخالف لونهما ، أو مجردين عن الشعر ، كما في قوله نعلين جرداوين . ( فلبسهما ) : أي على الطهارة ، وأما قول العصام أي بلا تراخ ، فهو احتمال بعيد . ( ثم توضأ ) : أي بعد ما أحدث . ( ومسح عليهما ) : قال ميرك : وقد أخرج [ ص: 157 ] ابن حبان عن طريق الهيثم بن عدي ، عن دلهم بهذا الإسناد أن النجاشي كتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أني قد زوجتك امرأة من قومك وهي على دينك أم حبيبة بنت أبي سفيان ، وأهديتك هدية جامعة قميصا وسراويل وعطافا وخفين ساذجين ، فتوضأ النبي صلى الله عليه وسلم ومسح عليهما . فإن سليمان بن داود راويه عن الهيثم ، قلت للهيثم : ما العطاف ؟ قال الطيلسان .

التالي السابق


الخدمات العلمية