الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      ابن العلقمي

                                                                                      الوزير الكبير المدبر المبير مؤيد الدين محمد بن [ ص: 362 ] محمد بن علي بن أبي طالب بن العلقمي البغدادي الرافضي وزير المستعصم .

                                                                                      وكانت دولته أربع عشرة سنة فأفشى الرفض فعارضه السنة ، وأكبت ، فتنمر ، ورأى أن هولاكو على قصد العراق فكاتبه وجسره وقوى عزمه على قصد العراق ، ليتخذ عنده يدا ، وليتمكن من أغراضه ، وحفر للأمة قليبا ، فأوقع فيه قريبا ، وذاق الهوان ، وبقي يركب كديشا وحده ، بعد أن كانت ركبته تضاهي موكب سلطان ، فمات غبنا وغما ، وفي الآخرة أشد خزيا وأشد تنكيلا .

                                                                                      وكان أبو بكر بن المستعصم والدويدار الصغير قد شدا على أيدي السنة حتى نهب الكرخ ، وتم على الشيعة بلاء عظيم ، فحنق لذلك مؤيد الدين بالثأر بسيف التتار من السنة ، بل ومن الشيعة واليهود والنصارى ، وقتل الخليفة ونحو السبعين من أهل العقد والحل ، وبذل السيف في بغداد تسعة وثلاثين نهارا حتى جرت سيول الدماء وبقيت البلدة كأمس الذاهب ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ، وعاش ابن العلقمي بعد الكائنة ثلاثة أشهر ، وهلك .

                                                                                      ومات قبله بأيام أخوه الصاحب علم الدين أحمد .

                                                                                      ومات بعده ابنه محمد أحد البلغاء المنشئين .

                                                                                      وعاش الوزير ستا وستين سنة .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية