الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      عكرمة بن عمار ( م ، 4 )

                                                                                      الحافظ ، الإمام أبو عمار العجلي ، البصري ، ثم اليمامي ، من حملة الحجة وأوعية الصدق .

                                                                                      حدث عن : عطاء بن أبي رباح ، وأبي كثير السحيمي ، والقاسم بن محمد ، وأبي زميل سماك بن الوليد ، وضمضم بن جوس ، وطاوس بن كيسان ، ومكحول ، ونافع ، ويحيى بن أبي كثير ، وأبي النجاشي عطاء بن صهيب ، وطائفة . وينزل إلى هشام بن حسان ونحوه ، مع أنه قد لقي صحابيا وهو الهرماس بن زياد فعداده إذا في التابعين الصغار . [ ص: 135 ]

                                                                                      حدث عنه : ابن أبي عروبة ، وشعبة ، والثوري ، وابن المبارك ، ويحيى بن أبي زائدة ، ويحيى بن سعيد ، وابن مهدي ، ووكيع ، وزيد بن الحباب ، وروح بن عبادة ، وبشر بن عمر ، وعبد الصمد ، وعمر بن يونس اليمامي ، والنضر بن محمد الجرشي ، وأبو النضر هاشم بن القاسم ، وأبو عامر العقدي ، وأبو علي الحنفي ، وأبو الوليد الطيالسي ، وأبو عاصم ، وعبد الرزاق ، ويزيد بن عبد الله اليمامي ، وأبو حذيفة النهدي ، وعبد الله بن بكار ، وعاصم بن علي ، وعبد الله بن رجاء ، والحسن بن سوار ، وشاذ بن فياض ، وعمرو بن مرزوق ، وخلق كثير .

                                                                                      قال المفضل بن غسان : سألت رجلا من أهل اليمامة عن عكرمة ، فقال : هو ابن عمار بن عقبة بن حبيب بن شهاب بن ذياب بن الحارث بن خمصانة بن الأسعد بن جذيمة بن سعد بن عجل .

                                                                                      وروى معاوية بن صالح ، عن يحيى بن معين : هو ثقة .

                                                                                      وروى أحمد بن زهير ، عن يحيى : صدوق ، ليس به بأس . وروى أبو حاتم عن يحيى : كان أميا ، وكان حافظا . وروى عثمان بن سعيد عن يحيى : هو أحب إلي من أيوب بن عتبة .

                                                                                      وقال علي بن المديني : أحاديث عكرمة عن يحيى بن أبي كثير ليست بذاك ، مناكير ، كان يحيى بن سعيد يضعفها . وقال أيضا : كان يحيى يضعف رواية أهل اليمامة ، مثل عكرمة بن عمار وضربه .

                                                                                      وروى محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، عن علي بن المديني قال : كان عكرمة بن عمار عند أصحابنا ثقة ثبتا .

                                                                                      وقال أحمد العجلي : ثقة ، يروي عنه النضر بن محمد ألف حديث .

                                                                                      وروى عبد الله بن أحمد ، عن أبيه ، قال : عكرمة بن عمار مضطرب [ ص: 136 ] الحديث عن يحيى بن أبي كثير ، ومضطرب الحديث في غير إياس بن سلمة ، كان حديثه عن إياس صالحا .

                                                                                      وقال أبو زرعة الدمشقي : سمعت أحمد يضعف رواية أيوب بن عتبة وعكرمة بن عمار ، عن يحيى بن أبي كثير ، وقال : عكرمة أوثقهما .

                                                                                      قال الفضل بن زياد : سألت أحمد : هل كان باليمامة أحد يقدم على عكرمة بن عمار مثل أيوب بن عتبة ، وملازم بن عمرو ، وهؤلاء ؟ فقال : عكرمة فوق هؤلاء - أو نحو هذا - ثم قال : قد روى عنه شعبة أحاديث .

                                                                                      وروى الغلابي ، عن ابن معين : ثبت .

                                                                                      وقال البخاري : مضطرب في يحيى بن أبي كثير ، ولم يكن عنده كتاب .

                                                                                      وقال أبو داود : هو ثقة ، وفي حديثه عن يحيى اضطراب ، كان أحمد بن حنبل يقدم عليه ملازم بن عمرو . قال : وأعلاهم في يحيى : هشام الدستوائي والأوزاعي .

                                                                                      وقال النسائي : ليس به بأس ، إلا في حديثه عن ابن أبي كثير .

                                                                                      وقال أبو حاتم : صدوق ، ربما وهم في حديثه ، وربما دلس ، وفي حديثه عن يحيى بعض الأغاليط .

                                                                                      وقال زكريا الساجي : صدوق ، روى عنه شعبة ، ويحيى القطان ، ووثقه أحمد وابن معين ، إلا أن يحيى القطان ضعفه في يحيى بن أبي كثير ، وقدم ملازما عليه . [ ص: 137 ]

                                                                                      وقال محمد بن عبد الله بن عمار : عكرمة بن عمار ثقة . عندهم ، روى عنه ابن مهدي : ما سمعت فيه إلا خيرا .

                                                                                      وقال صالح بن محمد : كان ينفرد بأحاديث طوال لم يشركه فيها أحد . وقدم البصرة ، فاجتمع إليه الناس ، فقال : ألا أراني فقيها وأنا لا أشعر ! قال : وعكرمة صدوق ، إلا أن في حديثه شيئا ، روى عنه الناس .

                                                                                      وقال إسحاق بن أحمد بن خلف البخاري الحافظ : عكرمة بن عمار ثقة ، روى عنه سفيان الثوري ، وذكره بالفضل ، وكان كثير الغلط ، ينفرد عن أناس بأشياء لا يشاركه فيها أحد .

                                                                                      وقال ابن خراش : كان صدوقا ، وفي حديثه نكرة .

                                                                                      وقال الإمام الدارقطني : ثقة .

                                                                                      وقال ابن عدي : مستقيم الحديث إذا روى عنه ثقة . وقال عاصم بن علي : كان مستجاب الدعوة .

                                                                                      قلت : استشهد به البخاري ، ولم يحتج به ، واحتج به مسلم يسيرا ، وأكثر له من الشواهد .

                                                                                      قال الحاكم أبو عبد الله : أكثر مسلم الاستشهاد بعكرمة بن عمار .

                                                                                      قلت : قد ساق له مسلم في الأصول حديثا منكرا ، وهو الذي يرويه عن سماك الحنفي ، عن ابن عباس ، في الأمور الثلاثة التي التمسها أبو سفيان ، من النبي - صلى الله عليه وسلم . [ ص: 138 ]

                                                                                      قال عباس بن عبد العظيم : سمعت علي بن عبد الله يحدث عن عبد الرحمن : أنه كان مع سفيان عند عكرمة بن عمار ، قال : فجاء يكتب عنده ، فقلت : يا أبا عبد الله ! هات حتى أكتب . قال : لا تعجلن . قال : قلت : خذ الكتاب فسل عنه ، قال : ولا تعجل ، نوقفه على كل حديث على السماع . قال عبد الرحمن : وكان خط سفيان خط سوء .

                                                                                      وقال عباس بن عبد العظيم أيضا : سمعت سليمان بن حرب يقول : قدم علينا عكرمة بن عمار من اليمامة ، فرأيته فوق سطح يخاصم أهل القدر .

                                                                                      قال معاذ بن معاذ : سمعت عكرمة بن عمار يقول للناس : أحرج على رجل يرى القدر إلا قام فخرج عني ، فإني لا أحدثه .

                                                                                      قال خليفة وابن معين : مات سنة تسع وخمسين ومائة ، زاد يحيى : في رجب ، وقع لي حديثه عاليا . [ ص: 139 ] أخبرنا أبو الفضل أحمد بن هبة الله ، أنبأنا عبد المعز بن محمد ، أنبأنا تميم بن أبي سعيد سنة ثمان وعشرين وخمس مائة . أنبأنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن ، أنبأنا أبو عمرو بن حمدان ، أنبأنا أبو يعلى الموصلي ، حدثنا عبد الله بن بكار ، حدثنا عكرمة بن عمار ، عن الهرماس بن زياد قال : رأيت رسول الله يوم العيد الأضحى يخطب على بعير هذا حديث عال ، قوي الإسناد صار به عكرمة بن عمار تابعيا .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية