الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      [ ص: 30 ] مصعب ( ق )

                                                                                      ابن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن حواري رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وابن عمته الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد ، العلامة الصدوق الإمام ، أبو عبد الله بن أمير اليمن القرشي الأسدي الزبيري المدني ، نزيل بغداد .

                                                                                      سمع أباه ، ومالك بن أنس ، والضحاك بن عثمان ، وإبراهيم بن سعد ، وعبد العزيز الدراوردي ، وهشام بن عبد الله المخزومي ، وسفيان بن عيينة ، وطائفة .

                                                                                      حدث عنه : ابن ماجه بحديث النجش وبواسطة النسائي ، والزبير بن بكار القاضي ابن أخيه ، وأبو يعلى الموصلي ، وموسى بن هارون ، وأبو القاسم البغوي ، وأبو العباس السراج ، وعدد كثير .

                                                                                      وثقه الدارقطني وغيره . ومنهم من تكلم فيه لأجل وقفه في مسألة القرآن .

                                                                                      قال أبو بكر المروزي : كان من الواقفة ، فقلت له : قد كان وكيع وأبو بكر بن عياش ، يقولان : القرآن غير مخلوق ، قال : أخطأ وكيع وأبو بكر . [ ص: 31 ] قلت : فعندنا عن مالك أنه قال : غير مخلوق ، قال : أنا لم أسمعه ، قلت : يحكيه إسماعيل بن أبي أويس .

                                                                                      قال الحسين بن قهم : كان مصعب إذا سئل عن القرآن ، يقف ويعيب من لا يقف .

                                                                                      قلت : قد كان علامة نسابة إخباريا فصيحا ، من نبلاء الرجال وأفرادهم .

                                                                                      قد روى عنه مسلم ، وأبو داود في غير كتابيهما .

                                                                                      قال الزبير : كان عمي وجه قريش مروءة وعلما وشرفا وبيانا وقدرا وجاها ، وكان نسابة قريش ، عاش ثمانين سنة .

                                                                                      قال ابن أبي خيثمة : سمعت مصعبا يقول : حضرت حبيبا يقرأ على مالك ، أنا عن يمينه ، وأخي عن يساره ، فيقرأ عليه في كل يوم ورقتين ونصف ، والناس ناحية . فإذا قضى ، جاء الناس فعارضوا كتبنا بكتبهم ، وكان حبيب يأخذ على كل عرضة دينارين من كل إنسان . فقلت لمصعب : إنهم كانوا لا يعرضون عرض حبيب ، فأنكر هذا إذ مر بنا يحيى بن معين ، فسأله مصعب عن حبيب فقال : كان يتصفح الورقة والورقتين . ومضى ابن معين ، فسكت مصعب .

                                                                                      وقال صالح بن محمد جزرة : حدثنا محمد بن عباد ، حدثنا سفيان بن عيينة ، عن مصعب بن عبد الله ، فذكر شيئا .

                                                                                      وقال أبو داود : سمعت أحمد بن حنبل يقول : مصعب مستثبت .

                                                                                      قلت : وكان أبوه أميرا على اليمن . [ ص: 32 ] قال الزبير : حدثنا عبد الله بن عمرو المزني قال : لما كان جدك على اليمن ، قال لي ابنه مصعب : امض معنا ، فتأخرت ، ثم قدمت عليهم صنعاء ، فنزلت في دار الإمارة ، فأكرمني ، وأجرى علي في الشهر خمسين دينارا ، فلما انصرفت وصلني بخمسمائة دينار . ولهذا المزني فيه مدائح تفرد مصعب الزبيري بحديث : التمسوا الرزق في خبايا الأرض

                                                                                      فرواه عن هشام بن عبد الله المخزومي عن هشام بن عروة عن أبيه وقع لنا في جزء بيبى الهرثمية عاليا .

                                                                                      توفي مصعب في شوال سنة ست وثلاثين ومائتين . رحمه الله .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية