الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      معز الدولة

                                                                                      السلطان أبو الحسين أحمد بن بويه بن فنا خسرو بن تمام بن كوهي الديلمي الفارسي . قد ساق نسبه ابن خلكان إلى كسرى بهرام جور . فالله أعلم .

                                                                                      كان أبوه سماكا ، وهذا ربما احتطب . تملك العراق نيفا وعشرين سنة ، وكان الخليفة مقهورا معه ، ومات مبطونا ، فعهد إلى ابنه عز الدولة [ ص: 190 ] بختيار ، وكان يتشيع ، فقيل : تاب في مرضه ، وترضى عن الصحابة ، وتصدق ، وأعتق ، وأراق الخمور ، وندم على ما ظلم ، ورد المواريث إلى ذوي الأرحام . وكان يقال له : الأقطع . طارت يساره في حرب ، وطارت بعض اليمنى ، وسقط بين القتلى ثم نجا ، وتملك بغداد بلا كلفة ، ودانت له الأمم ، وكان في الابتداء تبعا لأخيه الملك عماد الدولة .

                                                                                      مات في ربيع الآخر سنة ست وخمسين وثلاثمائة وله ثلاث وخمسون سنة .

                                                                                      وقد أنشأ دارا غرم عليها أربعين ألف ألف درهم فبقيت إلى بعد الأربعمائة ونقضت ، فاشتروا جرد ما في سقوفها من الذهب بثمانية آلاف دينار .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية