الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معيار العيب الذي يجب إخبار الخاطب به

السؤال

أرجو أن تفيدوني في مشكلتي هذه وهي: أنا والحمد لله فتاة متدينة وعلى خلق ودين وأهلي كذلك والحمد لله، لقد تعرفت من خلال موقع إسلامي على شاب متدين وعلى خلق أحسن مني وكان يبحث عن زوجة متدينة وتم التعارف بيننا وطلب مني أن أتحدث معه على الماسنجر نظراً لأنه يعمل خارج بلده وعند نزوله إلى مصر سوف يتقدم لخطبتي وفعلا أخبرت أهلي بذلك وقلت له إني قلت لأهلي ولم يمانعوا في ذلك وكان يشجعني على فعل الخير ولقد تعلقت به جدا لحبه للدين دون النظر إلى إمكانياته وأهله وغير ذلك، ولقد صليت صلاة الاستخارة فحلمت مرة أن أبي يقول لي إنه هو الذي أتزوجه علما أن أبي متوفى ومرة حلمت بالآية ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا ومرات أحلم باليهود وذلك لأني صليت صلاة الاستخارة أكثر من مرة واستمرت علاقتي لمدة شهرين وكلم هو أهله عني وسألوا عني ووافقوا علي وتعلق هو بي وأنا أيضا وفي مرة قلت له إني قد ابتلاني الله من الصغر بتقوس بسيط في ظهري فتقبل ذلك ونصحني باللجوء إلى الطبيب ووقف بجانبي معنويا واكتشفت بعد ذلك أن الله قدر لي أن مخي من الناحية اليسرى لا يترجم الكلام، ولكني والحمد لله أسمع جيدا وقلت له ذلك فما كان منه إلا أن تركني لأنه لا يستطيع أن يتحمل ذلك علما بأني سألت شيوخاً عن قولي له هذا الموضوع أم لا فقالوا لي لا تقولي ولكني فضلت أن أقول من باب الأمانة والصراحة التي تعودت عليها وكانت هذه هي النتيجة، علما بأني عندما قلت له ذلك طلب مني أن أتركه للتفكير لمدة شهر ونصف ولكني طلبت أن يحسم الموضوع فوراً حتى لا أتعلق به أكثر من ذلك، ولكنه بعد يوم واحد طلبت منه أن لا يقول لأحد وطلب مني أن لي حرية الاختيار إذا كنت أنتظر المدة التي قالها لي أم لا وبالطبع وافقت على المدة مع قطع أي اتصال بيننا، ولكنه بعد يوم آخر طلب مني أن أنساه وأنه أخذ رأي زميل له وأن رأي زميله مثل رأيه في موضوع المخ وأن الموضوع سينتهي من غير زواج، علماً بأن مخي الحمد لله جيد، ولكن الموضوع موضوع سمع فقط وأنه يوجد له حل وطلبت منه أن يسأل دكتورا متخصصا في ذلك ويستخير الله ولكنه رفض أي محاولة مني وتركني أنا أعرف أني مخطئة ولكن هل هذا هو السبب في تركي، هل هذا بسبب أذني أنني لا أعرف مع أنني والحمد لله لا مانع عندي من الإنجاب وليست هذه وراثة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالواجب على كل واحد من الزوجين أن يبين للآخر ما فيه من العيوب الخَلقية قبل الزواج حتى يكون الطرف الثاني على بصيرة من الأمر، لأن هذا أقطع للنزاع وأدعى للوئام بينهما، ولا يجوز الغش وكتمان العيب، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ومن غشنا فليس منا. رواه مسلم.

ولكن العيوب ليست على مستوى واحد، فالعيوب التي تمنع الوطء كالرتق والقرن والجب والخصاء والعنة ونحوها، والعيوب المنفرة أو المعدية كالجذام والبرص والباسور والناسور والقروح السيالة في الفرج ونحوها، والعيوب التي تمثل أمراضاً خطيرة يمكن انتقالها إلى الزوج أو الأولاد كالإيدز ونحوه، هي العيوب التي لا يجوز كتمانها، لأن الزوج إذا عقد ولم يكن على علم بها فله الخيار إذا علم بها في فسخ النكاح وإمضائه.

أما العيوب الخفية التي لا تنفر منها النفس والتي يمكن أن تعالج عند الطب فيمكن أن لا يخبر بها الطرف الآخر، مع أن الإخبار بها أحوط لقطع النزاع.

وعليه؛ فإنك لست مخطئة فيما أردته من تجنب الغش، ولكنك لو كتمت ما ذكرته من عدم ترجمة مخك من ناحيته اليسرى للكلام، وأنت تسمعين جداً، لما كان في ذلك غش، وقد لا تكون مسألة الترجمة هذه صحيحة طالما أنك تسمعين جيداً، وعلى أيه حال فما دمت قد استخرت الله في الموضوع، فلن تجدي إلا خيراً. وأما مسألة الرؤى وما كنت تشاهدينه، وقول أبيك إن هذا هو الذي تتزوجينه، وحلمك بالآية الكريمة، وأحلامك باليهود، فكلها أمور لا تنبني عليها أحكام، وغاية ما فيها أنها تكون أحياناً مبشرات، ونسأل الله أن يرزقك الزوج الصالح وأن يصلح أحوالك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني