الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العمل في بيع أشرطة الأغاني

السؤال

سيدي الفاضل أنا أعمل في محل لبيع أشرطة الأغاني وعندي أسرة أصرف عليهم من عملي هذا علما بأنني بحثت عن عمل آخر ووجدت أن الراتب الذي أستلمه من محل الأشرطة هو أكثر وليس من باب الطمع ولكن هناك شروط لإقامة أولادي معي بأن يكون راتبي كبيرا لهذا أصبحت بين أمرين إما أن أترك العمل في محل الشرائط وأترك زوجتي وأولادي أن يذهبوا إلى بلادي وأقيم لحالي أو أن أستمر في عملي هذا ..
أفيدوني جزاكم الله خير الجزاء .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كان المقصود بيع أشرطة الأغاني المشتملة على الموسيقى، أو التي تؤديها المغنيات بأصواتهن، أو المشتملة على معان وكلمات تدعو للرذيلة وتهيج على فعل الحرام فلا يجوز ذلك، لأن الله تعالى إذا حرم شيئا حرم ثمنه، لما رواه أحمد وأبو داود بإسناد صحيح من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لعن الله اليهود، حرمت عليهم الشحوم فباعوها وأكلوا أثمانها، وإن الله عز وجل إذا حرم أكل شيء حرم ثمنه. والأغاني المشتملة على ما ذكر محرمة. وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 987.

فنشر هذا الحرام ببيعه يعد إعانة على المعصية، وقد قال الله تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة: 2}.

ولئن تذهب بأهلك إلى بلدك خير لك من أن تعمل في الحرام وتؤكل أهلك الحرام.

واجعل نصب عينيك قول الله تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق: 2-3}.

واعلم أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني