الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا بأس بالدعاء المذكور ولا تجوز نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم

السؤال

فقد قرأت في موقعكم الفتوى التالية عن دعاء وقد وجدت هذا الدعاء في موقع لبعض أهل البدع، فأرجو التوضيح... نص الحديث كما ورد في الموقع الخاص بأهل البدع هو: روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مضمون الحديث أنه قال: من قرأ الدعاء في أي وقت فكأنه حج 360 حجة وختم 360 ختمه وأعتق 360 عبداً وتصدق بـ 360 دينار وفرج عن 360 مغموما وبمجرد أن قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الحديث نزل جبرائيل (عليه السلام) وقال: يا رسول الله أي عبد من عبيد الله سبحانه وتعالى أو أي أحد من أمتك يا محمد قرأ الدعاء ولو مرة واحدة في العمر بحرمتي وجلالي ضمنت له سبعة أشياء - رفعت عنه الفقر- أمنته من سؤال منكر ونكير- أمررته على الصراط- حفظته من موت الفجأة- حرمت عليه دخول النار- حفظته من ضغطة القبر- حفظته من غضب السلطان الجائر والظالم... لا إله إلا الله الجليل الجبار لا إله إلا الله الواحد القهار, لا إله إلا الله الكريم الستار، لا إله إلا الله الكبير المتعال, لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلها واحدا ربا وشاهداً أحداً وصمدا ونحن له مسلمون, لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلها واحدا ربا وشاهداً أحداً وصمدا ونحن له عابدون، لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلها واحدا ربا وشاهدا أحداً وصمداً ونحن له قانتون,لا إله إلا الله، وحده لا شريك له إلها واحداً ربا وشاهداً أحداً وصمداً ونحن له صابرون, لا إله إلا الله محمد رسول الله, اللهم إليك فوضت أمري وعليك توكلت يا أرحم الراحمين، والفتوى هي: رقـم الفتوى: 98210 عنوان الفتوى: الأدعية والأذكار الواردة أولى من غيرها تاريخ الفتوى: 25 رجب 1428 / 09-08-2007، السؤال: هل ورد هذا الدعاء في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم: لا إله إلا الله الجليل الجبار لا إله إلا الله الواحد القهار, لا إله إلا الله الكريم الستار لا إله إلا الله الكبير المتعال, لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلها واحداً ربا وشاهداً أحداً وصمدا ونحن له مسلمون, لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلها واحدا ربا وشاهداً أحداً وصمداً ونحن له عابدون، لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلها واحداً ربا وشاهداً أحداً وصمداً ونحن له قانتون, لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلها واحداً ربا وشاهداً أحداً وصمداً ونحن له صابرون, لا إله إلا الله محمد رسول الله, اللهم إليك فوضت أمري وعليك توكلت يا أرحم الراحمين، الفتوي: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فلم نقف على الدعاء المذكور فيما اطلعنا عليه من دواوين السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم نلاحظ في ألفاظه ما يخالف الشرع، ولكن جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأدعية الصحيحة ما ينبغي للمسلم أن يحرص على الدعاء بها، وفيها ما يغني عن مثل تلك الأدعية، والله أعلم. نأسف على الإطالة ولكن أرجواً التوضيح مشكورين.

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

الدعاء المذكور لا تجوز نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم إلا بدليل، ووجوده في المواقع المذكورة ليس بدليل على أنه حديث.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الدعاء المذكور لا تجوز نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم إلا بدليل، ولم نقف له على وجود له بهذا اللفظ فيما اطلعنا عليه من دواوين السنة ومراجع العلم التي بين أيدينا، ومع ذلك فلا نرى مانعاً من الدعاء به على أنه مجرد دعاء وليس بحديث؛ لأننا لم نطلع فيه على ما يخالف الشرع، ووجوده في مواقع أهل البدع أو مراجعهم... لا يجعله حديثاً مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلا يجوز للمسلم أن ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم قولاً إلا بدليل، ونعني بالدليل هنا هو السند المتصل بالثقات إليه صلى الله عليه وسلم، وإلا فهو الكذب عليه وتقويله ما لم يقله. قال الشيخ سيدي عبد الله في طلعة الأنوار:

ولا يقول مسلم قال النبي * بلا رواية لخوف الكذب

ومما تواتر عنه صلى الله عليه وسلم بالمعنى (من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار)، ولا شك أن الحديث تلوح عليه علامات الضعف... فمن الأدلة التي يستدل بها علماء مصطلح الحديث على كون الحديث ضعيفاً أو موضوعاً اشتماله على الثواب الكثير مقابل العمل القليل، قال الإمام السيوطي في ألفيته في مصطلح الحديث أثناء ذكره علامات الوضع في الحديث: وما به وعد عظيم أو وعيد على حقير وصغيرة شديد.

وعلى العموم فلا نستطيع أن نحكم على الحديث بصحة ولا بضعف ولا بوضع، حتى نطلع على سنده ورجاله، ونطبق عليه صنعة التخريج والتحقيق.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني