الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ذرائع واهية لاستباحة حقوق المؤلفين والناشرين

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أريد الاستفسار عن حقوق الطبع وبالذات للكتب وأقراص الليزر الدينية كالموسوعات وقراءات القرآن فلا يخفى عليكم ما لها من فائدة عظيمة وأنها حجة الله على خلقه، ولكن ما يثير حفيظتي النهي عن نسخها وبيعها للاستفادة منها للتعلم وبالذات الأقراص المدمجة فإنها إن لم تنسخ بقيت بأسعار غالية قد لا يستطيع شراءها كثير من الناس وطلبة العلم.. فإن الله تعالى ما منع الفقراء من تعلم الدين ولا جمع القرآن إلا إذا كانوا متقنين له، وهذه العلوم التي بين يدي أهل العلم إنما هي من عند الله الملك فهل قبض ثمن أرباحها ينتقص من الأجر؟ وهل حرمان الكثيرين من خيرها لغلاء ثمنها لا يوقع في الإثم؟ وأنا أعرف من أهل العلم من يحرم تصوير وريقات من الكتب !! أنا أعرف أن حقوق الطبع تحمي المؤلفات من التحريف وغيره لكنها تمنع الخير الكثير ولا يخفى عليكم هذا.. وقد قرأت للشيخ ابن العثيمين فتوى تجيز النسخ من المؤلفات الدينية ولكن لست متأكدا من نسبتها له.. جزاكم الله كل خير

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجوز نسخ أقراص الليزر التي احتفظ مصدروها بحقوق طبعها، فقد أثبت العلماء حق الملكية الفكرية وأحاطوه بسياج من الحماية التي تضمن بقاءه لصاحبه دون غيره، وهذا هو الراجح من أقوال العلماء في المسألة، وإذا لم يمكن للمرء شراء هذه البرامج لارتفاع سعرها فإنه يمكن له أن يستأجرها أو يستعيرها، كما كان يفعل السلف الكرام رحمهم الله، ولا يجوز أن يتخذ غلو أسعار الكتب ووسائل التعليم ذريعة لاستباحة حقوق المؤلفين والناشرين، وقد بينا ذلك بضوابطه في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 28128، 45619، 6080 ، هذا وننبه إلى أنه لا يوجد لدينا فتوى صريحة للشيخ محمد بن صالح العثيمين في هذا الأمر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني