الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العمل في صيانة فندق به خمور وديسكو واختلاط

السؤال

السؤال: أنا أعمل في السياحة فني كهرباء في الصيانة مع العلم أن الفندق به خمور وديسكو واختلاط بالزنا ويعتبر نصف الراتب من نسبة الخمور وأنا متزوج يعنى بعد أسبوع من عودة الإجازة يبدأ النظر إلى الأجنبيات العاريات وعلى العلم أنا أعمل صيانة في البارات والديسكو هل يجب علينا المحافظة على الصلاة وهل تصح منا الصلاة في هذه الأحوال مع العلم نصلي ونذهب لننظر بعدها إلى الأجنبيات؟ أفيدونا وجزاكم عنا خير الجزاء وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما دام الفندق الذي تعمل فيه يشتمل على هذه المحرمات فلا يجوز لك الاستمرار في العمل فيه؛ لما في ذلك من التعاون على الإثم والعدوان الذي نهى الله سبحانه وتعالى عنه، إضافة إلى ما تشاهده من المناكر والمناظر المحرمة التي قد لا تستطيع إنكارها، ولا غض البصر عنها لو أردت ذلك لكثرتها وملازمتك إياها في مكان العمل، وعليك أن تبحث عن مكان خال من من هذه المنكرات لتشتغل فيه فأنت والحمد لله عندك مهنة تؤهلك للعمل في الكثير من الشركات والمؤسسات التي لا تمارس مثل هذه المحرمات، ومن يتق الله يجعل له مخرجا، وانظر الفتوى رقم: 56657، والفتوى رقم: 68800، أما الصلاة فتجب المحافظة عليها حيثما كنت، وفعل الإنسان للمنكرات لا يبرر له ترك الصلاة، بل قد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن ترك الصلاة كفر فتركها إذا من أعظم الذنوب والموبقات. فالحذر الحذر من التهاون بالصلاة. ولا يغيب عن بالك أن الله سبحانه وتعالى أمر المؤمنين أن يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم فقال تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ [النور: 30-31]. فلتتدبر هذه الآية الكريمة، واعلم أنك معني بها، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه: يا علي لا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولى وليست لك الآخرة. رواه الترمذي وأبو داود وحسنه. والله نسأل أن يحفظ المسلمين وأن يهديهم سبيل الحق.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني