الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تريد أن تصوم في السفر تطوعا في رجب وشعبان

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد فأنا موظفة في القطاع الخاص، واشتغل كل أيام الأسبوع ما عدا السبت والأحد، ومقر عملي يقع على مسافة 99 كيلومترا من مقر إقامتي، وبما أنني أريد أن أصوم سنة شهر رجب وشعبان تقربا لله، فهل في عدم تمسكي برخص الله في السفر الذي هو يومي كراهة؟ وما هو الأفضل؟ أن أصوم، أو أن ألتزم برخصة السفر؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: أولا: نشكر السائلة الكريمة على اهتمامها بدينها وحرصها على تعلم ما أشكل عليها، وننبهها على أن المرأة المسلمة لا يجوز لها أن تعمل في الأماكن المختلطة بالرجال الأجانب أو البعيدة التي تحتاج إلى سفر إلا مع زوج أو ذي محرم. ولتفاصيل ذلك وأدلته، نحيلك إلى الفتوى رقم: 31199، والفتوى: 8528. وأما عن صيام سنة رجب وشعبان، فإن رجب ليست فيه سنة، وكلما ورد فيه من الأحاديث، صرح المحققون من أهل العلم بأنها موضوعة ولا يجوز العمل بها. ولمعرفة تفصيل ذلك، نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 1745. ولكن شهر رجب من الأشهر الحرم التي نوه بها القرآن الكريم، وندب النبي صلى الله عليه وسلم إلى الصوم منها، كما في سنن أبي داود قال النووي رحمه الله تعالى في شرح مسلم ولم يثبت في صوم رجب نهي ولا ندب لعينه، ولكن أصل الصوم مندوب إليه، وفي سنن أبي داود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ندب إلى الصوم من الأشهر الحرم، ورجب أحدها. وعلى هذا، فلا مانع من أن تتقرب الأخت السائلة إلى الله تعالى بما استطاعت من النوافل وأعمال الخير، بما في ذلك الصيام وغيره. وأما شهر شعبان، فمن السنة الصوم منه، فقد كان من هديه صلى الله عليه وسلم الإكثار من صيامه، وكان يقول: إنه شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم. رواه النسائي وأحمد وعليه، فإذا كنت تستطيعين الصيام دون مشقة، فلا مانع من الصوم اقتداء بنبينا صلى الله عليه وسلم وامتثالا لقول الله تعالى: وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ [البقرة: 184]. وبإمكانك أن تطلعي على المزيد من الفائدة والتفصيل في الفتوى رقم: 3928، 26043. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني