الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رتبة حديث "من اشترى ثوبا بعشرة في ثمنه درهم حرام.."

السؤال

بارك الله فيكم عن جهدكم المبذول، فلقد قرأت حديثا للرسول صلى الله عليه وسلم وهو: (من اشترى ثوبا بعشرة دراهم فيها درهم حرام لم يقبل الله له صلاة ما دام عليه) –المسند - فهل يعني أن صلاته باطلة حتى ولو كان المال الذي اشترى به الثوب منح له كهبة أو وجده مثلا؟ وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالحديث الذي ذكرت صرح أهل العلم بكونه ضعيفاً جداً، فقد قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في الدراية في تخريج أحاديث الهداية: وأما حديث ابن عمر رفعه: من اشترى ثوبا بعشرة في ثمنه درهم حرام لم يقبل الله له صلاة ما دام عليه. فهو ضعيف جداً، وليس فيه ذكر الأرض، أخرجه ابن حبان في الضعفاء من طريق عبد الله بن أبي علاج عن مالك عن نافع عنه وقال: لا أصل له من حديث مالك ولا نافع؛ وإنما رواه بقية بإسناد شامي. انتهى.

وهو عند أحمد من هذا الوجه، وقال أحمد في رواية أبي طالب عنه: هذا الحديث ليس بشيء. انتهى.

وتصح الصلاة في ثوب من كسب حرام كله أو بعضه عند جمهور أهل العلم، مع حصول الإثم كما سبق في الفتوى رقم: 24198.

وتناول الحرام أكلا أو شربا أو لبسا من أسباب عدم استجابة الدعاء، وراجع التفصيل في الفتوى رقم: 13728.

أما من أهدي له مال من شخص له مال اختلط فيه الحلال بالحرام، فإن هذا المال ليس حراماً على المهدى له، بل حلال مكروه، إلا إن أهدي له ذات المال المحرم فهو حرام.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني