الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

درجة حديث(..كل عضو من أعضائي يعذب..)

السؤال

أريد التأكد من صحة هذا الحديث وهل وردت أحاديث عن أبواب جهنم، وجزاكم الله خيراً: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما يصلي وحده في مسجده فمرت به امرأة أعرابية فاشتاقت أن تصلي خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فسارت في خفة لا يسمع لها وقع قدميها حتى وقفت خلفه تصلي وهو لا يعلم بها وفي الركعة التي أدركتها المرأة من الصلاة قرأ رسول الله عليه الصلاة والسلام الفاتحة ثم قرأ بعدها: (وإن جهنم لموعدهم أجمعين لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم) قرأ هاتين الآيتين ثم سمع صوت ارتطام شديد بالأرض فانصرف عن الصلاة فوجد امرأة من خلفه مغشيا عليها وملقاة على الأرض لا تعي من حولها شيئا فدعا الرسول صلى الله عليه وسلم بماء فصب على وجهها حتى أفاقت وجلست فقال لها النبى صلى الله عليه وسلم : (يا هذه ما لك؟) فقالت: أهذا الذي كنت تقرأه في الصلاة شيء من كتاب الله المنزل أو تقوله من تلقاء نفسك؟ فقال: (يا أعرابية هو من كتاب الله تعالى) فازداد خوف المرأة وقالت: كل جزء من أعضائي يعذب على باب من أبواب جهنم السبعة؟ قال النبى: (يا اعرابية بل كل باب من هذه الأبواب جزء مقسوم يعذب أهل كل منها على قدر أعمالهم) وصمتت المرأة برهة تستجمع هول الحياة الآخرة وقالت للنبى: والله إني امرأة مسكينة وليس عندي مال إلا سبعة أعبد (جمع عبد) أشهدك يا رسول الله أن كل عبد منهم عن كل باب من أبواب جهنم حر لوجه الله تعالى، قالت المرأة ذلك ثم لم تلبث حتى نزل الأمين جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يا رسول الله بشر الأعرابية أن الله قد حرم عليها أبواب جهنم كلها وفتح لها أبواب الجنة كلها هكذا كان المسلمون يخشون الله ويخافونه، وهكذا كانت عاقبة الخشية من الله، الجنة أبواب مفتوحة أمام الأعرابية تدخل من أي باب شاءت)؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد ثبت في أبواب جهنم قول الله تعالى: وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ* لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ {الحجر:43-44}، وثبت في الحديث: الجنة لها ثمانية أبواب والنار لها سبعة أبواب. رواه ابن سعد وصححه الألباني.

وقال البيهقي في الشعب: وروينا في حديث مرسل أنها سبعة أبواب: جهنم، ولظى، والحطمة، والسعير، وسقر، والجحيم، والهاوية.

وقد ذكر الطبري وابن كثير والسيوطي في تفاسيرهم عدة آثار عن الصحابة والتابعبين فيها فليرجع إليها.

وأما الحديث الذي ذكره السائل فقد ذكره القرطبي في التفسير بدون سند، وذكره ابن رجب في كتابه التخويف من النار وبين ضعفه فقال: وخرج الثعلبي في تفسيره بإسناد مجهول إلى منصور بن عبد الحميد بن أبي رباح عن أنس عن بلال أن أعرابية صلت خلف النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية لكل باب منهم جزء مقسوم فخرت مغشياً عليها فلما أفاقت قالت: يا رسول الله كل عضو من أعضائي يعذب على كل باب منها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لكل باب منهم جزء مقسوم يعذب على كل باب على قدر أعمالهم فقالت ما لي إلا سبعة أعبد أشهدك أن كل عبد منهم لكل باب من أبواب جهنم حر لوجه الله عز وجل فجاء جبريل فقال: بشرها أن الله قد حرمها على أبواب جهنم.

قال ابن رجب: وهذا الحديث لا يصح مرفوعاً ومنصور بن عبد الحميد قال فيه ابن حبان لا تحل الرواية عنه.

والصحيح ما روى مخلد بن الحسن عن هشام بن حسان قال: خرجنا حجاجاً فنزلنا منزلا في بعض الطريق فقرأ رجل كان معنا هذه الآية لها سبعة أبواب فسمعته امرأة فقالت أعد رحمك الله فأعادها فقالت: خلفت في البيت سبعة أعبد أشهدكم أنهم أحرار لكل باب واحد منهم خرجه ابن أبي الدنيا. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني