الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاستعاذة لدفع الوسوسة في الخلاء

السؤال

عندي وساوس كثيرة تأتيني في كل وقت، حتى في الخلاء، أو أثناء الاستحمام، فهل نذكر الله في الخلاء أو نستعيذ في الخلاء؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن يعافيك من الوساوس، واعلمي أن من أهم وسائل التغلب على الوساوس بعد الاستعانة بالله عز وجل الإعراض، والتلهي عنها، وقد ذكرنا بعض الوسائل المعينة على التغلب عليها في الفتويين رقم: 51601، ورقم: 3086.

كما يمكنك الاستفادة من قسم الاستشارات بموقعنا، ثم نفيدك بأن ما كان معدًّا للاستحمام فقط دون قضاء الحاجة، فلا بأس بذكر الله فيه، قال ابن قدامة في المغني: ولا بأس بذكر الله في الحمام، فإن ذكر الله حسن في كل مكان, ما لم يرد المنع منه، وقد روي أن أبا هريرة دخل الحمام فقال: لا إله إلا الله. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يذكر الله على كل أحيانه.

وانظري الفتوى رقم: 245590.

وأما الخلاء، وهو ما أعد لقضاء الحاجة، فيكره ذكر الله فيه، وتزداد الكراهة حال قضاء الحاجة، وهذا عند أكثر العلماء، جاء في الموسوعة الفقهية: يكره لمن هو في الخلاء لحاجته أن يذكر الله تعالى, أو أن يتكلم, صرح به من الشافعية النووي، وغيره, وهو مذهب الحنابلة، وقال ابن كج: إنه يحرم الذكر في تلك الحال, وإليه مال الأذرعي، والزركشي، ونقلت إجازة الذكر في المرحاض عن عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ وعن النخعي، وصرح النووي في المجموع بأنه إذا عطس في الخلاء فلا يحمد الله بلسانه، بل بقلبه، وقال في الأذكار: وصرح بعض أصحابنا بأنه لا يشمت عاطسًا، ولا يرد السلام، ولا يجيب المؤذن، وكذا في حال الجماع.

وانظري الفتوى رقم: 121162، وما أحيل عليه فيها.

وقد ذهب بعض أهل العلم المعاصرين إلى أن الخلاء بصورته العصرية لا يكره ذكر الله فيه، قال ابن عثيمين -رحمه الله-: ثم إن التسمية في الخلاء، وشبهه، لا بأس بها؛ لأن غالب المخليات عندنا نظيفة، فإن الماء يزيل النجاسة، ويذهب بها، وإنْ أحب أن يسمي بقلبه بأن يستحضر التسمية بقلبه بدون أن ينطق بها بلسانه، فهذا طيب.

وحيث إن عندك وساوس كثيرة، فقد ذكرنا في الفتويين رقم: 181305، ورقم: 134196، أنه لا حرج على الموسوس في أن يأخذ بأسهل الأقوال وأرفقها به.

وعلى ذلك، فلا حرج عليك في التسمية داخل الخلاء، ويلحق بها الاستعاذة لدفع الوسوسة، ونحو ذلك، وإن جاهدت نفسك على دفع الوساوس دون التلفظ بذكر الله في الخلاء، فهذا أفضل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني