الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اختلست أموال الفقراء، فهل ستقبل توبتي مع سداد المال على مراحل؟

السؤال

أنا شاب لدي من المعاصي والذنوب والكبائر الكثير الكثير، لكن هذا الذنب هو أكبر الذنوب، وأكثرها همًّا على قلبي: فأنا شخص وثق بي الناس، وأعطوني أموالًا للفقراء والمساكين والمصابين... لكن الشيطان وسوس لي ذات مرة، وجرني إلى الهاوية بأخذ هذه الأموال، وإنفاقها على نفسي وشهواتي الرخيصة, ولم أهتم في أول الأمر، لكن مع تزايد الموضوع، وتكرار هذه الفاحشة أحسست بظلمة في قلبي، وضيق في حياتي، وبعد شديد عن ربي لا تتخيلونه، حاولت التوبة مرات عديدة، وفي كل مرة أقع مرة ثانية، وحياتي جحيم، فأتوب أسبوعًا، وأنتكس شهورًا، ولا أستطيع أن أصارح أحدًا بهذا الذنب، وأحس أن هذه الأموال جدار ضخم يقف بيني وبين ربي، وأنني طردت من رحمة الله, أريد أن أتوب توبة نصوحًا، لكن المبلغ كبير جدًّا يبلغ 10 آلاف جنيه، وأنوي العمل والبدء في سداده على مراحل، فهل لي من توبة؟ وكيف أخرج هذا المال؟ وهل توبتي تقبل مع سداد المال شيئًا فشيئًا على مراحل؟ وكيف أعود ثانية إلى حياتي الطبيعية، وأخرج من هذا الجحيم، وتعود علاقتي مع ربي مرة أخرى؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يتوب عليك، وأن يصلح حالك، ولا تيأسن من رحمة الله، فإن من تاب من ذنب ـولو عظيمًاـ تاب الله عليه، وانظر الفتاوى التالية أرقامها: 106937، 17160، 1882.

وقد بينا شروط التوبة من السرقة في الفتوى رقم: 28499.

وإذا كنت لا تقدر على السداد فورًا -وهو الواجب- ففي أقرب وقت أمكنك، فاتق الله ما استطعت، ويجب عليك أن تعقد العزم على السداد فور مقدرتك على ذلك، وانظر للفائدة الفتوى رقم: 17138.

وعليه، فليس لك أن تتأخر أو تقسط المبلغ إذا أمكنك الأداء فورًا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني