الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تسمية الشوارع والمناطق بالعزيزية والكريمية والسلام.. رؤية شرعية

السؤال

هل كلمة شارع السلام يجب احترامها؟ هل المقصود اسم الجلالة عز وجل؟ وكلمة العزيزية هل مشتقة من لفظ الجلالة (العزيز)؟ والكريمية أسامي مناطق؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد ذكرنا في الفتوى رقم: 131113. أن حرمة أسماء الله إنما تثبت للأسماء المختصة به سبحانه وتعالى، مثل: الخالق، والرحمن ونحوها، أما الأسماء والصفات المشتركة التي تطلق عليه سبحانه وعلى غيره من خلقه، مثل: الكبير والوكيل والسلام ونحوها، فلا تثبت لها الحرمة إلا إذا كان المقصود بها الله سبحانه وتعالى.
ويلحق بهذه الأسماء العزيز، فقد سمي به عزيز مصر كما في سورة يوسف، والكريم كقوله تعالى: ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ {الدخان:49}.

وعليه؛ فيجوز تسمية الشارع باسم السلام، كما سميت بغداد مدينة السلام، وقد ارتضى السلف تسميتها، بذلك بل كره بعضهم تسميتها ببغداد، فقد قال النووي رحمه الله في كتابه (تحرير ألفاظ التنبيه): قَالَ الْعلمَاء وَمَعْنَاهَا –أي بغداد- عَطِيَّة الصَّنَم، وَكَانَ ابْن الْمُبَارك والأصمعي وَغَيرهمَا من كبار الْعلمَاء يكْرهُونَ إِطْلَاق هَذَا الِاسْم وَينْهَوْنَ عَنهُ وَيَقُولُونَ هِيَ مَدِينَة السَّلَام. انتهى.
وكذلك يجوز تسمية أسماء المناطق بالعزيزية والكريمية، مع ملاحظة أنها غير مشتقة من أسماء الله، أما إن كانت مشتقة من أسمائه سبحانه فلا يجوز ذلك. قال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله في معجم المناهي اللفظية: وفي عصرنا يقال: ((العزيزية)) نسبة إلى: عبد العزيز. و ((الرحمانية)) نسبة إلى: ((عبد الرحمن)) لكن في تسويغ ذلك بالنسبة إلى أسماء الله تعالى نظر؛ لأن من الإلحاد في أسماء الله تعالى تسمية مشركي العرب أصنامهم على سبيل الإلحاد في أسماء الله تعالى مثل: ((اللات)) من ((الإله)) و ((العزى)) من ((العزيز)) . انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني