الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قول وكتابة: الله - الوطن - الخدمة العامة

السؤال

ما حكم قول وكتابة: (الله .. الوطن .. الخدمة العامة)؟
وهل يتغير الحكم إذا أضيفت كلمة "ثم" نحو: (الله .. ثم الوطن .. ثم الخدمة العامة)؟
وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد سبق لنا تناول شعار (الله .. الوطن ..)؛ فراجع فيه الفتويين: 131486، 23730.
وإذا أضيف لهذا الشعار حرف العطف المفيد للترتيب والتراخي (ثم) فإنه وإن كان أخف، إلا إنه لا يزال موهمًا ومجملًا يحتاج إلى تفصيل؛ لأن متعلقه لم يذكر، فإذا كان متعلقه: المحبة؛ فأين النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- ومن والاه من أصحابه وتابعيهم بإحسان؟! وإذا كان متعلقه: الولاء؛ فأين دين الله تعالى وشريعته وحملتها ومناصروها؟! وإذا كان متعلقه غير ذلك، فما هو؟ وهل هذا الترتيب مناسب له؟!

وقد سئل الشيخ العلامة/ ابن باز -رحمه الله- عن كلمة: "الولاء للوطن"، وهل من المبالغة أن يحكم عليها بالوثنية في بلد إسلامي يدين أهله بالولاء لله؟

فأجاب: الواجب الولاء لله ولرسوله -صلى الله عليه وسلم-، بمعنى: أن يوالي العبد في الله ويعادي في الله، وقد يكون وطنه ليس بإسلامي، فكيف يوالي وطنه؟! أما إن كان وطنه إسلاميًّا فعليه أن يحب له الخير ويسعى إليه، لكن الولاء لله؛ لأن من كان من المسلمين مطيعًا لله فهو وليه، ومن كان مخالفًا لدين الله فهو عدوه وإن كان من أهل وطنه، وإن كان أخاه أو عمه أو أباه أو نحو ذلك، فالموالاة في الله والمعاداة في الله. أما الوطن: فيُحَب إن كان إسلاميًّا، وعلى الإنسان أن يشجع على الخير في وطنه وعلى بقائه إسلاميًّا، وأن يسعى لاستقرار أوضاعه وأهله، وهذا هو الواجب على كل المسلمين. اهـ.
وقد سبق لنا الكلام عن الوطنية وحب الوطن، فراجع الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 38887، 190751.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني