الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المال المكتسب من نشر كتاب يتعرض لنضال شعب مسلم ضد الكفار

السؤال

قام جدي بتأليف كتاب يتحدث عن نضال شعب حتى استقل بلدهم، فأريد أن أعرف حكم المال الذي يأتي من بيع هذا الكتاب الذي لاحظت فيه بعض الملاحظات، وهي:
1- الكتاب به صور للناس الذين حاربوا من أجل استقلال بلدهم.
2- توجد هذه العبارة في الكتاب: "فشب الأمير على حب علوم الدين، والتحق بالمعهد العلمي بسواكن، ودرس علوم التوحيد، والتجويد، والنحو، وسافر إلى (موخا) وهي مدينة باليمن، حيث درس فيها حتى نال شهادة العالمية، ثم درس علم التنجيم بواسطة أعداد ترمز للحروف الهجائية؛ وبذلك يستطيع الإنسان أن يتنبأ بالقادم من الأحداث، كان أهله من أكبر تجار سواكن، كما كان يتمتع باحترام الكبار والصغار، فأحبه كل من عرفه، لتقواه، وشجاعته، وغناه، وقوة شخصيته".
3- كتب جدي عن الكلام الذي كان يهتف به الناس: (واهتفي فليحي الوطن ... أنت غالية وهم رخصوك ... أنت لينا وحياة أبوك... نمشي ليك فوق نار وشوك).
4- في حديثه عن أحد الثوار ذكر الرثاء الذي كتبته أخته فيه.
5- تحدث عن أحد المغنيين الذين قاموا بغناء أغاني عن الوطن ومدحه.
6- توجد هذه العبارة في الكتاب (القتل بكل أنواعه [راجع أفلام الكاوي بويز]).
كما أنه سيكون يوم استقلال هذا البلد عما قريب، فعزم جدي على الذهاب للاحتفالات التي تقام من أجل يوم الاستقلال، وسيبيع هذا الكتاب هناك، فما حكم المال من هذا البيع؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد بيّنّا في الفتويين: 116106، 190751 أن حب الوطن أمر غريزي لا يُلام عليه الإنسان، وإن كان الأصل هو: أن يكون ولاء المسلم للوطن العام للمسلمين؛ فيحب نهضة المسلمين بكل أرض، سواء أكانت وطنه أم لا.

وعلى هذا؛ فالأصل أنه لا مانع من نشر الكتاب، وأخذ ثمنه، لا سيما إن كان يتعرض لنضال شعب مسلم ضد الكفار.

فطالما كان مجال الكتاب في الأصل مباحًا فثمنه والربح الناشئ عنه كذلك، وانظري الفتوى رقم: 158591، ولو اشتمل على نقل وحكاية بعض المنكرات.

وقد ذكر أهل العلم أن المؤرخين وأهل السير لم يزالوا يتساهلون في النقل، ولا ينقدون ما يحتاج إلى نقد من الوقائع، فإذا تسامحوا مع العلماء الكبار، فأولى أن يجري التسامح مع غيرهم، فنبّهيه لعله يتدارك، ويغير ما يحتاج إلى تغيير، ولكن إن نشره على هذه الصورة فالمال حلال -إن شاء الله-.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني