الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أذنبت بعض الذنوب، ثم صليت صلاة التوبة، وبعدها شعرت ببعض الراحة، ولكن بدأت أوسوس، وأقول: هل قبلت توبتي أم لا؟ مع أني أعرف أن الله يقبل التوبة، وأنه غفور رحيم، ولم أنكر ذلك، ولكني من النوع الموسوس.
وبعدها من كثرة التفكير، غرقت في الخوف، والقلق من أن يكون الله سبحانه وتعالى غير راض عني. وبعد ذلك قرأت على الإنترنت أن اليأس والقنوط من رحمة الله سبحانه وتعالى، قد يخرج عن الملة؛ فزادت وسوستي، وأصبحت خائفا من أن أكون قد وقعت في اليأس والقنوط، مع أني لم أنكر سعة رحمة، وغفران الله سبحانه وتعالى.
فهل أكون بذلك قد وقعت في اليأس والقنوط؟
ولقد استمررت كثيرا جدا في التفكير في هذه المسألة/ لمدة شهرين.
فهل علي ذنب في هذا التفكير، وقد كنت أحدث نفسي وأقول: هل الله سبحانه وتعالى راض عني أم لا؟ وهل سيغفر لي أم لا؟
فهل علي ذنب في هذا التفكير الكثير؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن الموسوس، يتعين عليه الإعراض عن الوساوس، وعدم الاسترسال مع الشيطان في التفكير فيها.

ولا يخفى أن الله غفور رحيم، يقبل التوبة ممن تاب مخلصا، صادقا في توبته، كما قال تعلى: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى {طه:82}.

والعلاج أن تعرض إعراضا كليا عن التفكير في هذه الأمور، وأن تشغل نفسك بالتعلم، والدعوة إلى الله تعالى، فبرمج لنفسك برنامجا في حفظ القرآن، وفي تعلم ما تحتاجه من الأمور الفقهية، ويمكن أن تتسلى أحيانا بمطالعة كتب السيرة، واحذر الانفراد بنفسك؛ فإن الشيطان يتسلط على من يخلو بنفسه، إن لم يتحصن بالذكر والتلاوة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني