الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الاجتماع لقراءة سور وآيات مخصوصة بصورة جماعية على روح الميت

السؤال

عندنا، عندما يموت الميت، يجتمع أهل القرية في المساء، وذلك لمدة ثلاث ليال، ويشكلون فريقين، ويقرؤون يس، وآخر البقرة، وآخر الكهف، وآخر الحشر، والملك، والإخلاص، والفلق، والناس، والفاتحة، وأول البقرة. فيبدؤون من سورة يس، بحيث يقرؤون قراءة جماعية، وكل آية بآية، أي كل فريق يقرأ آية، والفريق الثاني يقرأ الآية التي بعدها، ويتكرر هذا المشهد ثلاث مرات في الليلة الواحدة، لمدة ثلاث ليالي، وفوق هذا يقرؤون وهم يمضغون القات.
أفتونا في هذا العمل هل هو مشروع؟ وإذ كان مخالفا كيف نقنع الناس حيث إنهم اعتادوا هذا العمل من آبائهم وأجدادهم؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

ففي هذا الفعل المذكور، مخالفة للسنة من عدة وجوه، أحدها: الاجتماع للتعزية، وثانيها: قراءة القرآن بصورة جماعية؛ فإنه مكروه عند بعض العلماء، وثالثها: تخصيص هذه السور، والآيات المعينة، مما يشعر بأن لها بخصوصها فضلا في هذا الموطن. وراجع لمزيد الفائدة، الفتوى رقم: 67265، ولبيان حكم قراءة القرآن بصورة جماعية، تنظر الفتوى رقم: 27933.

وأما القات، فإن تعاطيه محرم، كما سبق في الفتوى رقم: 37987، وما أحيل عليه فيها، ويزداد قبحا ونكارة، إذا اقترن بذكر الله، وقراءة القرآن؛ لما يوهم حينئذ من عدم تعظيم القرآن، وعدم الاكتراث به، ومن التخلي عن التأدب بآداب التلاوة والذكر، ومن ثم، فيجب ترك هذه العادة، ومناصحة من يفعلونها، وأن يبين لهم أنها خلاف السنة، وأن أحسن الهدي هو هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وأنه لا خير فيما خالف هديه، وسنته صلى الله عليه وسلم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني