الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية تجاهل الخواطر الرديئة والأفكار السيئة

السؤال

أرجو عدم إحالتي لأسئلة مشابهة، سبق وأن ذكرتم أن الخواطر السيئة عن الله يجب تجاهلها، وذكرتم أن الآيات التي تطرأ فجأة ليست من الشيطان، بل من الله.
أتتني اليوم فكرة سيئة، وحاولت تجاهلها، وفي نفس اليوم جاءت في فكري آية لم يسبق لي أن فكرت فيها، وليست من حديث النفس، وكأنها تخويف من الله على الحديث السيئ الذي أتاني اليوم.
هل هذا يعني أن هذا الحديث من نفسي، لذلك تأتيني هذه الآيات من الله، وكأنها تخويف؟
كيف أتجاهل الحديث السيئ، وأنا أرى أنني أعاقب عليه؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإنا نسأل الله تعالى أن يصرف عنك الخواطر السيئة. وأما الحديث المذكور، فليس عندنا ما يجزم به في كونه من النفس، أو من الشيطان.

وأما تجاهل الخواطر، فيمكن الاستعانة عليه بدعاء الله تعالى، والاستعاذة به منها عند ورودها، والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم؛ قال تعالى: وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ [فصلت:36]. وعليك بصرف الذهن عنها، والانتهاء عن التفكير فيها، وذلك بألا تسترسلي في الخاطرة، بل اقطعيها، وتشاغلي عنها بما يضادها بذكر الله عز وجل، بالعمل الصالح، بأي عمل يعود عليك بالخير لا سيما ما يتعلق بذكر الله، والدعوة إليه؛ فإن الشيطان إذا ذُكر الله خنس؛ قال تعالى: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ[الناس:1-4]، ومعنى الخناس: أي الذي يختفي عند ذكر الله جل وعلا، فهو يخنس -أي يختفي-.

واحرصي دائما على تعمير وقتك، وشغل طاقتك بما ينفع من تعلم علم نافع، أو عمل مثمر، وخدمة للمجتمع، أو تسلية, أو رياضة مباحة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني