الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحكام في معرفة الحيض والطهر

السؤال

جزاكم الله خيرا.
أرجو قراءة استفساري بالكامل.
قبل سنين كانت دورتي أيامها محددة، وهي 7 أو 8 أيام، ثم أصبحت 6 أيام، ثم 5 أيام، ثم بدأت تتغير لدرجة أنها تأتيني في الشهر الواحد ثلاث مرات، وهذا الكلام قبل سنين، لا أتذكر كم سنة؟ ولكن هذه السنة أصبحت أشعر أنها تستمر معي 4 أو 5 أو 3 أيام، يعني مثلا تمر علي خمسة أشهر تكون الدورة في كل شهر 4 أيام تقريبا، وأحيانا في شهر تكون 3 أيام، وقبل شهرين أعني شوال لم تأتني الدورة، ثم أتتني في ذي القعدة، وأتتني في أول أيام الحج، ولكن عندما أتتني في الحج بدأت من 30 أو 29 أو 28 من ذي القعدة، واستمرت إلى رابع أيام الحج، حيث إنه في البداية كان لون الدم فاتحا، ثم أصبح غامقا، ولكنه كان ينزل قليلا لا كثيرا، ثم طهرت، ثم في نفس الشهر ذي الحجة، جاءتني يوم 24 تقريبا، واستمرت معي من يوم السبت إلى الاثنين أو الثلاثاء تقريبا، ثم ينزل بني وأصفر، ثم دم قليل، ثم في اليوم التالي، مع العلم أني لا أتذكر الأيام بشكل صحيح. انقطع البني لمدة ساعات، يعني تقريبا من قبل العصر أو الظهر إلى ما بعد المغرب أو العشاء (لا أعلم بالضبط كم ساعة) عندما أضع القطنة لا أجد شيئا، ثم يرجع بني وأصفر، ونزل مني أيضا بني، لكنه قريب من الأحمر أو الوردي، مع وصلة صغيرة جدا جدا لونها بني أو أحمر أو أسود، ثم جلست ساعات تصل من الساعة 2 ليلا إلى 6 أو 7 صباحاً لم ينزل مني شيء، فاغتسلت وصليت الفجر، ثم رجع البني، لكنه فاتح وقليل، مرة واحدة، ثم تنزل مني إفرازات لا تكاد ترى بالعين المجردة، أشعر أنها مخلوطة بسائل.
ماذا أفعل هل أغتسل مرة أخرى، أم أكمل صلاتي بدون اغتسال؟
وهل هناك صلوات علي أن أقضيها؟ وهل أصلي الصلوات التي كانت حين نزول البني والأصفر؟ ومتى كان طهري إذا كنت قد طهرت هل في الساعات التي من 2 ليلا إلى 6 أو 7 صباحاً التي لم ينزل مني شيء فيها، أم في الساعات التي من الظهر أو العصر إلى بعد المغرب أو العشاء يعني متى بدأ الطهر عندي؟ وإذا كان يجب علي أن أعيد الصلوات فكيف أعيدها؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فضابط زمن الحيض، قد بيناه في الفتوى رقم: 118286 والدم العائد قد بينا حكمه، ومتى يكون حيضا، في الفتوى رقم: 100680.

وحاصل ما قررناه: أن الدم يعد حيضا ما لم تتجاوز مدته خمسة عشر يوما، ويعد الدم العائد حيضا إذا كان بينه وبين الدم السابق عليه ثلاثة عشر يوما فأكثر، وكان مجموع أيام الدمين وما يتخللهما من نقاء، لا يتجاوز خمسة عشر يوما.

وعليه؛ فما رأيته من الدم في السؤال المذكور، يعد جميعه حيضا، وأما الصفرة والكدرة، فلا تعد حيضا إذا لم تتصل بالدم على ما نفتي به، وانظري الفتوى رقم: 134502.

وعلى هذا؛ فإنك قد طهرت بمجرد رؤية علامة الطهر وهي الجفوف، وكان الواجب عليك أن تبادري بالغسل، وما عاودك من صفرة وكدرة، وإفرازات غير ذلك، لا يعد حيضا، ولا يجب الاغتسال منه، وانظري لبيان علامة الطهر، الفتوى رقم: 118817. وأما ما رأيته من دم بعد رؤية الطهر، فإنه يعد حيضا، يجب إعادة الاغتسال منه، والطهر المتخلل للحيضة، طهر صحيح، تجب فيه العبادات، وتصح، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 138491.

وبالرجوع إلى سؤالك، فإنك طهرت قبل العصر، ثم عاودك الدم كما ذكرت، فعدت حائضا، فإن كنت تركت بعض الصلوات قبل معاودة الدم، فعليك قضاؤها في قول الجمهور، ثم إنك طهرت ليلا، ولم تري بعد ذلك إلا صفرة وكدرة، وهذه لا تعد حيضا، ومن ثم فلا يجب عليك إعادة الاغتسال.

والحاصل أن الصلوات التي عليك قضاؤها -على القول الذي نفتي به- هي الصلوات التي تركتها بين رؤية الطهر، ومعاودة الدم؛ لأن الأسود والأحمر الفاتح يعدان من ألوان الدم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني